ديون هائلة ونادي بلا رئيس.. تأثير سوء إدارة عائلة الجليزر السلبي على موسم مانشستر يونايتد

Glazer De Gea Man Utd GFX
Getty/GOAL
بجانب الديون الكثيرة لمانشستر يونايتد وعملية الاستحواذ طويلة الأمد، يمكن رؤية تأثير سوء إدارة عائلة جليزر على فريق إريك تين هاج.

قبل ثلاثة أسابيع، كان مانشستر يونايتد ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، والعودة إلى دوري أبطال أوروبا أمرًا مضمونًا عمليًا، لكن الآن، ينتظرون بقلق، في حين يتقدم ليفربول، ويخشون ضياع حلمهم في النهاية.

في حين عاد ليفربول للحياة، بستة انتصارات متتالية، جمع تين هاج ورجاله 4 نقاط فقط، من آخر أربع مباريات في الدوري، وفي آخر ست في جميع المسابقات فازوا مرة واحدة فقط، في 90 دقيقة، وسجلوا ثلاثة أهداف فقط.

فبعد خسارة مباراتين متتاليتين أمام برايتون، ووست هام، يتقدم مانشستر يونايتد بنقطة واحدة فقط، على ليفربول صاحب المركز الخامس، ويحتاج للفوز بثلاث من آخر أربع مباريات، ضد ولفرهامبتون، وبورنموث، وتشيلسي، وفولهام، ليضمن حصوله على مركز من الأربعة الأوائل، إنها ليست مهمة ضخمة، ولكن بالطريقة التي لعب بها الفريق مؤخرًا، فإن ثلاثة انتصارات بعيدة عن أن تكون مضمونة.

والفريق الذي وصفه كلوب في بداية الوسم، بأنه "آلة في جمع النقاط" يتراجع الآن، بسبب إصابات وغيرها من المشكلات.

وهنا يلقى اللوم عن التراجع المفاجئ للفريق، بشكل مباشر على إدارة عائلة جليزر للنادي وتأجيل بيعه لأشهر.

  1. خسارة مليارات كان يمكن إنفاقها على الفريق
    Getty

    خسارة مليارات كان يمكن إنفاقها على الفريق

    لنبدأ بالأساسيات، فمنذ أن اشتروا النادي في صفقة استحواذ مثيرة للجدل للغاية في عام 2005، فاستحوذ الجليزرز على 1.1 مليار جنيه إسترليني من يونايتد، ودفع يونايتد 743 مليون جنيه إسترليني كدفعات فوائد، وعندما امتلكت العائلة الأمريكية النادي، دفعوا 790 مليون جنيه إسترليني، لكنهم وضعوا 200 مليون جنيه فقط من أموالهم الخاصة، مما أدى إلى إرهاق الشياطين الحمر، في ديون لا تنتهي.

    وبين عامي 2010 و2022، دفع النادي 517 مليون جنيه إسترليني للفوائد، تقريبًا مثل باقي الدوري الإنجليزي الممتاز في نفس الفترة، فالأعضاء الستة من عائلة جليزر حصلوا أيضًا على حوالي 50 مليون جنيه إسترليني، في السنوات السبع الماضية، فجمعوا 166 مليون جنيه إسترليني من الأرباح.

    فإذا حسبت مبلغ 465 مليون جنيه إسترليني، الذي حصلت عليه عائلة جليزر في بيع أسهم الفئة أ، ولم يتم إعادة استثمار أي منها في النادي، فالمبلغ الإجمالي الذي استحوذت عليه العائلة من النادي، يبلغ أكثر من 1.6 مليار جنيه إسترليني، فكان من الممكن إنفاق 1.6 مليار جنيه إسترليني، على رسوم التحويل، والرواتب وإعادة تطوير ملعب أولد ترافورد، ولكن ذهب كل ذلك إلى ثروات عائلة الملياردير.

    فيما يتعلق بتمويل المالك خلال التسعة أعوام، احتل يونايتد المرتبة الأخيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد خصم 154 مليون جنيه إسترليني، واستثمر مالكو مانشستر سيتي 684 مليون جنيه إسترليني، وتشيلسي 516، فربما أنفق يونايتد مبالغ كبيرة مؤخرًا، فلديهم ثاني أكبر فاتورة للأجور في الدوري، بعد البلوز، لكن كل هذه الأموال جاءت من النادي نفسه، وعائداته التجارية الضخمة، القادمة من تراث ونجاح السير أليكس فيرجسون، الماضي.

  2. الإنفاق الضخم بعد الكابوس
    Getty

    الإنفاق الضخم بعد الكابوس

    نظم جماهير مانشستر يونايتد احتجاجات ضخمة، ضد جليزر منذ 2005، وازداد الأمر هذا الموسم، لم يتعاطف المشجعون المنافسون بشكل عام مع شكاواهم، لكنهم أشاروا إلى المبلغ الكبير الذي أنفقه النادي في الصيف، عندما دفعوا 229 مليون جنيه إسترليني على ستة لاعبين.

    فسخر جيمي كاراجر من جاري نيفيل بعد الهزيمة أمام وست هام، مشيرًا إلى أن مانشستر يونايتد أنفق الكثير على كاسيميرو، وأنتوني في الصيف، ويقول إنه لم يكن خطأ عائلة جليزر، أن إريك تن هاج أحضر فيجوريست كلاعب 10، ولم يقدم الكثير.

    لكن نقطة كاراجر تؤكد فقط مدى سوء إدارة مانشستر يونايتد، وكما قال نيفيل ردًا عليه، فإن الملاك لم ينفقوا الأموال إلا عندما ساءت الأمور كثيرًا، ودفعوا من أجل كاسيميرو، وأنتوني، بعد البداية المؤسفة للنادي هذا الموسم، عندما خسروا في مباراة العودة ضد برايتون، وبرينتفورد، وأدى إلى الإنفاق القليل هذا الصيف، لتركهم بدون نقود لرسوم التحويل في يناير، مما أجبرهم على استبدال كريستيانو رونالدو، مع فيجورست على سبيل الإعارة، وإحضار مارسيل سابيتزر، مؤقتًا.

    على الجانب الآخر، استحوذ ليفربول على كودي جاكبو بنصف المبلغ، الذي أنفقه يونايتد على أنتوني، وعقد أرسنال صفقات ذكية لجورجينيو، ولياندرو تروسارد، وقاموا بجانب مانشستر سيتي بالتوقيع مع جابرييل جيسوس، وأوليكسندر زينتشينكو، وإيرلينج هالاند، على التوالي.

  3. لا توجد أموال كافية لدي خيا
    Getty Images

    لا توجد أموال كافية لدي خيا

    عدم التخطيط المسبق أدى إلى المشاكل التي واجهها مانشستر يونايتد مع حارس مرمى الفريق، فكان ديفيد دي خيا أحد أهم لاعبي النادي على مدار العقد الماضي، لكنه لم يعد مناسبًا للفريق بسبب افتقاره القدرة على اللعب بالكرة.

    في حين احتاج مانشستر سيتي، وأرسنال، وليفربول، منذ فترة طويلة حارس مرمى يلعب الكرة، حافظ مانشستر يونايتد على ثقته في دي خيا، بفضل قدرته على إيقاف التسديدات، لكن قدرته على الإنقاذ تبدأ في التلاشي، وقد ارتكب هذا الموسم أربعة أخطاء مكلفة، أدت إلى تسجيل أهداف.

    فخطأه الكارثي ضد وست هام، جعله يتساوى مع هوجو لوريس، باعتباره الحارس الأكثر عرضة للخطأ، في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، فمن المقرر أن يجدد مانشستر يونايتد عقد الإسباني، لأنه ليس لديهم أموال كافية لشراء حارس ومهاجم.

  4. نقص في نقل الخبرة
    Getty

    نقص في نقل الخبرة

    مشكلات مانشستر يونايتد ظهرت الآن، لكنها ناتج سنوات من الإهمال، أبرزها، أن النادي عين مديرًا رياضيًا لأول مرة فقط في مارس 2021.

    بجانب ظهور افتقار مورتوج للخبرة في سوق الانتقالات الصيف الماضي، عندما أصر النادي على محاولة التعاقد مع فرينكي دي يونج، وكان من الواضح أنه يريد البقاء في برشلونة، حينما سافر إلى تورينو لمحاولة عقد صفقة مع أدريان رابيو، لكن مطالب لاعب خط الوسط كانت مرتفعة للغاية.

    كما فشل يونايتد أيضًا في التوقيع مع مويسيس كايسيدو عام 2021، في صفقة كانت منخفضة التكلفة، ويعتبر الدولي الإكوادوري الآن من أهم لاعبي خط الوسط في العالم.

    وفضل مانشستر يونايتد حينها التوقيع مع أسماء رفيعة المستوى مثل كاسيميرو، ورونالدو، كحلول سريعة، لكنها خلقت مشاكل جديدة في المستقبل، عندما تقدموا في السن، ولم يصبح لديهم الكثير ليقدموه للفريق.

  5. عودة رونالدو درس مستفاد
    Getty Images

    عودة رونالدو درس مستفاد

    لخصت عودة رونالدو عام 2021 حال النادي، وطريقة إدارته اعتمادًا على الأساليب التقليدية.

    أثار البرتغالي الجدل على جميع مواقع التواصيل الاجتماعي بخبر عودته، مما أبعد النظر عن قرار العائلة المالكة، في المشاركة بالدوري الأوروبي الممتاز المحكوم عليه بالفشل، لكن بينما سجل رونالدو الكثير من الأهداف، جاءت عودته على حساب الأداء العام للفريق، وحقق يونايتد أقل مجموع نقاط له في تاريخه بالدوري الممتاز.

    وأنفق النادي 25 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى أجر يبلغ 500 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، على لاعب يبلغ 36 عامًا، وبعد 15 شهرًا من عودته الشهيرة، أحرج رونالدو النادي علنًا في مقابلته الشهيرة مع بيرس مورجان، مما أدى إلى مغادرته بعد أسبوعين من الحوار الصحفي، حينما سلط الضوء على عدد من إخفاقات النادي تحت قيادة الجليزرز، مشيرًا إلى مدى ضعفهم مقارنة بريال مدريد، ويوفنتوس.

    وفي الصيف الماضي، لم يكن لدى مانشستر يونايتد أي حاجة لرونالدو، بل كانت إلى مهاجم ثابت في الأسابيع الأخيرة، بعد فشلهم في استغلال فرصهم أمام توتنهام، وبرايتون، ووست هام، حيث اعتمد الفريق كثيرًا على ماركوس راشفورد، فلو لم ينفقوا الكثير على رونالدو في عام 2021، لكان بإمكانهم التعاقد مع مهاجم صغير السن يقود الخط الهجومي للشياطين الحمر، لسنوات مقبلة.

  6. عدم الثقة في الاستحواذ على النادي يؤثر سلبًا على مستقبله
    Getty Images

    عدم الثقة في الاستحواذ على النادي يؤثر سلبًا على مستقبله

    سوء إدارة عائلة الجليزر، لم يؤثر على الفريق في الماضي فقط، بل في السنوات القادمة، سيزداد الأمر.

    فدعت العائلة المالكة في فبراير الماضي، المستثمرين، وأنها تبحث عن مشاركين في الاستحواذ على الأولد ترافورد، لكن لم يكتمل أي شيء بعد.

    فعدم اليقين بشأن إذا كانت عائلة جليزر ستظل المالكة للنسبة الأكبر، أو سيصبح النادي ملكًا للملياردير القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، سيضر بالتأكيد بتخطيط النادي للموسم المقبل، شهري أبريل ومايو هما الأشهر الرئيسية لسوق الانتقالات، لكن النادي لا يمكنه متابعة الأهداف بشكل صحيح، عندما لا يكون معروفًا من سيدير النادي الموسم المقبل، أو ما هي ميزانيته.

    والنتائج الجيدة التي حققها الفريق بين ديسمبر ومارس، أخفت بعض المشكلات التي يواجها النادي، لكن أكدت أنه بحاجة للاستثمار، والتعاقد مع لاعبين جدد، كحارس مرمى، ومهاجم، وشاب لخط الوسط.

    وكلما طال الوقت في مشكلة الاستحواذ على النادي، ترتب عليه العديد من الأزمات التي يمر بها اللاعبين، بشأن مستقبلهم مع فريق مجهول مديره، فهو بحاجة إلى مالكين يتمتعون برؤية طويلة المدى وخطة قابلة للتطبيق، وهذا أمر يصعب على عائلة جليزر فعله.