"النقود لا تصنع السعادة"، سواء اتفقت مع تلك المقولة أم لا، ولكن الأموال لا جدوى لها في عالم كرة القدم، فحينما تقيم مشروعًا يعتمد في الجانب الأول والأخير على الأموال، دائمًا ما يكون الفشل هو مصيرك.
وخلال السنوات القليلة الماضية، اتجه الكثير من رجال الأعمال لاستثمار أموالهم في مجال كرة القدم، وباختلاف الأهداف والظروف، تقوم إدارات الأندية بوضع المشروع الخاص بها، وتبدأ في تنفيذه، ولكن لم تنجح في تنفيذ أهدافها.
ونستعرض خلال السطور التالية أبرز المشاريع في عالم كرة القدم، التي تم رصد فيها الملايين والمليارات، ولكنها لم تنجح في النهاية..
بعد سنوات من التقشف مع مالكه السابق سيلفيو بيرلسكوني، تم بيع ميلان إلى المستثمر الصيني يونج هونج لي عام 2017، الذي قام بوضع مشروعًا كبيرًا للنادي، وقام بالفعل بصرف مبلغ 200 مليون يورو في أول فترة انتقالات تحت قيادته.
ميلان جلب أسماء قوية جدًا مثل ليوناردو بونوتشي ولوكاس بيليا، ولكن فشل هذا المشروع بشكل كبير، بعد أن أخفق في تحقيق الدوري الإيطالي، حتى لم يستطع احتلال مركزًا يؤهله إلى دوري أبطال أوروبا.
وبعد عام تقريبًا من بدء هذا المشروع، فشلت الإدارة الصينية في سداد الديون للصندوق الأمريكي، ليستحوذ الأخير عليه، وتم تغيير الشكل الإداري للنادي، بالاعتماد على أسماء كبيرة مثل البرازيلي ليوناردو والإيطالي باولو مالديني.
بعد استحواذ جهاز قطر للاستثمارات على نادي باريس سان جيرمان عام 2011، تولى رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي رئاسة النادي، ووضع مشروعًا كبيرًا من أجل قيادة الفريق الفرنسي ليكون الأفضل في العالم.
وبالفعل تحرك في هذا الاتجاه، واستطاع أن يُطعم فريقه بالعديد من اللاعبين المميزين، وسيطر على كافة البطولات الفرنسية المحلية، ولكن ظلت بطولة دوري الأبطال هي الهدف الأكبر.
وتعاقد باريس سان جيرمان مع النجم البرازيلي نيمار من صفوف برشلونة الإسباني، في صفقة أحدثت ضجة كبيرة، ولكن الفريق الفرنسي لم ينجح خلال السنوات الماضية من تحقيق اللقب الأهم، مما دفع باريس للتعاقد مع الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة.
وضعت إدارة نادي النصر برئاسة مسلي آل معمر، مشروعًا كبيرًا من أجل قيادة العالمي لتحقيق بطولة دوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخه، وهو ما دفعها لإبرام تعاقدات كبيرة.
النصر نجح في ضم أكثر من صفقة مميزة، على رأسهم البرازيلي أندرسون تاليسكا، والكاميروني فينسنت أبو بكر، والأرجنتيني فونيس موري وغيرهم من الأسماء القوية.
وخسر النصر في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2021 على يد الهلال بهدفين دون رد، وواصل الفريق نتائجه المحلية غير الجيدة، ليخرج من كأس خادم الحرمين الشريفين، ومازال لديه حظوظ ضعيفة في تحقيق لقب الدوري هذا الموسم، بجانب أنه لن يشارك في النسخة الجديدة لبطولة دوري أبطال آسيا 2022.
بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو من نادي ريال مدريد، والذي كان النجم الأول للفريق، قررت إدارة النادي برئاسة فلورنتينو بيريز، بناء جيل جديد بقيادة النجم البلجيكي إيدين هازارد الذي كان متألقًا بقوة رفقة تشيلسي الإنجليزي.
وبالفعل تعاقد ريال مدريد مع هازارد في صيف 2019، وأيضًا مع الصربي لوكا يوفيتش و3 لاعبين من البرازيل هم رودريجو ورينير، ومدافع بورتو إيدر ميليتاو والفرنسي فيرلاند ميندي.
ولكن لم تنجح إدارة ريال مدريد في هذا الأمر، حيث فشل هذا المشروع سريعًا.
بعد رحيل السير أليكس فيرجسون عن تدريب مانشستر يونايتد، عانى الفريق الإنجليزي كثيرًا، وهو ما دفع الإدارة للتحرك بإبرام صفقات من العيار الثقيل لإعادة الفريق إلى الواجهة.
وبالرغم من الأموال التي صرفتها الإدارة، إلا أن النادي لم يستطع العودة مرة أخرى للسيطرة على البطولات.
عام 1996، قررت إدارة الزمالك برئاسة جلال إبراهيم، تكوين فريق الأحلام، حيث قام بإسناد مهمة التدريب إلى الراحل أحمد رفعت كمدير فني، وفاروق جعفر مدرب عام.
وأبرم الزمالك صفقات من العيار الثقيل وقتها، بالتعاقد مع النجم أحمد الكأس، والجزائري قاسي سعيد، والذي كان قريبًا من بايرن ميونخ الألماني، و3 لاعبين من الأهلي هو أيمن شوقي وعادل عبد الرحمن ومحمد عبد الجليل.
نهاية المشروع كان غير متوقعًا بالمرة، فبعد أن كان الزمالك متفوقًا على الأهلي بالدوري بفارق 9 نقاط كاملة، إلا أن الفريق الأبيض انهار في الجولات الأخيرة، ليخسر الفريق الدوري، ويتم حل مجلس إدارة النادي الأبيض.
بالرغم من سطوته على البطولات المحلية في إيطاليا، إلا أن يوفنتوس مازال يبحث عن التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا، التي فشل في تحقيقها منذ عام 1996.
وتحركت إدارة يوفنتوس من أجل تحقيق الهدف الأكبر بالفوز بهذه البطولة، وبالفعل تعاقدت مع البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني وقتها.
ولم ينجح رونالدو في تحقيق هدف ناديه يوفنتوس، ليرحل عن الفريق الصيف الماضي 2021، وينتقل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي فريقه القديم.
في عام 2018، قام معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية الحالي، بشراء نادي الأسيوطي وتحويله إلى بيراميدز، لكي يكون ناديًا منافسًا على البطولات مع الأندية المصرية على رأسها الأهلي والزمالك.
وبالفعل انطلق المشروع بقوة كبيرة، خاصة بعدما نجح بيراميدز في ضم أكثر من صفقة مميزة، أبرزها من ناديي الزمالك والأهلي، ولكن النادي لم ينجح في تحقيق أي لقب منذ تأسيسه حتى الآن.
بعد رحيل النجم البرازيلي نيمار الذي انضم إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، عانى برشلونة كثيرًا، لأنه لم ينجح في تعويضه.
برشلونة تعاقد مع العديد من النجوم المميزين، أبرزهم الفرنسي أنطونيو جريزمان، والبرازيلي فيليب كوتينيو، والفرنسي عثمان ديمبلي، والحصيلة كانت بعض البطولات المحلية.
في موسم هو التاريخي من حيث الصفقات، نجح رئيس ريال مدريد فلورينتو بيريز بيريز في إبرام التعاقد مع أكثر من صفقة نارية عام 2003، من أجل قيادة الفريق الملكي لتحقيق البطولات.
ونجح ريال مدريد في ضم العديد من النجوم، أبرزهم روناردو "الظاهرة"، وزين الدين زيدان، ولويس فيجو وديفيد بيكهام.
ولكن المحصلة في النهاية لم تكن كما كان يتوقعها الكثيرين، حيث لم يحقق الفريق الملكي سوى بطولات قليلة مقارنةً بالأسماء الرنانة التي كان يمتلكها الفريق الأبيض.
في عام 2011، تم بيع 66.67% إلى رجل الأعمال الروسي ديميتري ريبولوفليف، واستطاع انتشال النادي وتدعيمه بلاعبين مميزين أبرزهم الكولومبي راداميل فالكاو، ومواطنه خاميس رودريجيز.
واستطاع بالفعل الفريق تحقيق الدوري الفرنسي موسم 2016-2017، ولكن بعدها انهار بشكل غير طبيعي، وفشل المشروع.