نونو سانتو وبيتسو موسيماني .. "الجُبن سيد الموقف" ولكن شتان بينهما!

Pitso Mosimane - Pitso Mosimane - Ittihad - Ahli 2023
GOAL AR
كلاهما توج بطلًا في النهاية وحقق هدفه الشخصي قبل الجماعي، لكن وضعهما في جملة واحدة غير منصف نهائيًا..

عاصرت زمنًا شهد اجتماع قطاع عريض من جمهوري قطبي جدة "الاتحاد والأهلي" على صفة واحدة أو بالأحرى "عيب" واحد يعيب كلا مدربيهما؟، لقد حدث الموسم المنقضي!

العميد نافس في دوري روشن، والراقي في دوري يلو، لكن أزمتهما كانت واحدة تقريبًا، فالكثيرون يقولون "مدربنا جبان"..

"الجُبن سيد الموقف" شعار لازمنا طوال الموسم، فالنمور قضوا النصف الأول من الموسم يطالب غالبيتهم بإقالة المدرب البرتغالي نونو سانتو، أما جماهير قلعة الكؤوس فالأمر استمر معهم حتى نهاية الموسم، فرحل الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني غير مأسوفًا عليه بالنسبة لجماهير النادي.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

بطلان وهجوم "مهزوز"

معروف أن الأهداف هي متعة كرة القدم، والجمهور "المعتدل" بعضه ليس لديه مشكلة في أن يستقبل فريقه أهداف، في مقابل أن يسجل أكثر وينتصر في النهاية، لكن أن تشهد المباراة عدد كبير من الأهداف والإثارة، فهو سحر خاص.

الاتحاد حصد لقب دوري روشن، لكنه ليس الأقوى، بل يحل في المرتبة الثانية، إذ سجل لاعبوه 60 هدفًا، فيما أحرز لاعبو وصيفه "النصر" 63 هدفًا.

في المقابل، كان وضع الأهلي الهجومي أصعب، هو ليس الأول ولا الثاني ولا الثالث، بل الرابع في قائمة الأقوى هجومًا، مسجلًا 48 هدفًا.

التحفظ سيد الموقف

نونو سانتو نوع في طرقه بالفعل بما يتناسب مع كل مباراة ومع اللاعبين المتاحين أمامه، لكن غالبية خططه تمحورت حول الدفاع بشكل أساسي، ما بين 4-4-1-1، 4-2-3-1، مرورًا بالطريقة التي اختتم بها غالبية مباريات الموسم 5-3-2.

وعلى الجهة المقابلة، قد فعل موسيماني أيضًا، الذي اعتمد في غالبية مبارياته على ثلاثة مدافعين، وسط جنون جماهير الراقي.

كلاهما تحفظ في طريقته، وكلاهما خرج بمراده وحقق لقب الدوري في النهاية، لكن النهاية مختلفة..

لكن شتان بينهما!

لن أحدثك عن طريقة تعامل كل جمهور مع المدرب في نهاية الموسم، فبالطبع وصلتك أنباء فرحة جمهور الأهلي بفسخ عقد موسيماني، بينما يطالب الاتحاديون حاليًا بالتجديد لسانتو، وهي الخطوة التي تنتظر حسم انتخاب رئيس النادي الجديد فقط.

لكن دعني أخبرك بشكل فعلي: "لماذا شتان بينهما؟"..

النقطة البديهية في الأمر هي منافسة الراقي في دوري يلو، البطولة الأقل من قدراته، ورغم ذلك منح موسيماني منافسيه تصريحًا رسميًا بالتجرأ على فريقه، بتحفظه الزائد عن الحد، الذي يصل للجُبن والرهبة في كل من الأوقات.

بل والغريب في الأمر، أنه رغم ذلك، خسر برباعية أمام الأخدود، ونجح الفيصلي في تنظيم ريمونتادا أمامه وحول تأخره بهدفين لتعادل بثنائية خلال أربع دقائق فقط.

حسنًا!، ربما سترفض التقليل من المنافسة في دوري يلو، اترك هذه النقطة، ودعني أخبرك بغيرها..

"الدفاع خير وسيلة للهجوم" عبارة شهيرة يرددها المحللون والمدربون وكل من له علاقة بكرة القدم، لكن موسيماني أضاع هيبة دفاع فريقه وأضاع هجومه أيضًا.

هذا العيب ليس مع الراقي فقط، إنما لازمه أيضًا في تجربته مع الأهلي المصري؛ يلقن لاعبيه دروسًا دفاعية – أغلبها لم ينجح – لكنه نسي الجانب الهجومي، فيصل لاعبوه لوسط ملعب الخصم، وتجد لسان حالهم يقول: "ماذا نفعل عندما نصل لهذه المرحلة؟!"، وبسهولة تُبطل الهجمة.

في المقابل، بينما طور سانتو دفاعه بشكل مميز، كان الفريق يقود هجمات مرتدة خطيرة، دفعته لتسجيل خماسيات ورباعيات وثلاثيات في شباك منافسيه، بينما خرج بشباك نظيفة من 19 مباراة.

في الاتحاد، الفريق بأكمله كان قادرًا على التسجيل في أي لحظة، الأمر لم يتوقف عن لاعبي الهجوم فقط، إنما ثنائي الدفاع أحمد شراحيلي وأحمد حجازي، سجلا ثمانية أهداف، بخلاف ما أحرزه لاعبو الوسط كذلك.

أما في الأهلي فإن غاب النجم الجزائري رياض بودبوز، فمعاناة مع الصناعة ومثلها للتسجيل، ومن لديه مهارة فردية، فيطوعها وفقًا لرؤيته، لا لرؤية المدرب، لأن موسيماني ببساطة لم يكن لديه ما يضيفه هجوميًا.

ربما ستبرر الفئة المناصرة لموسيماني الضعف الهجومي والتحفظ الزائد، لعدم وجود عناصر مميزة في الفريق، لكن سأكرر عليك الأمر: "لا تنس أنك كنت منافسًا في دوري يلو!"، هذا بجانب أن الإصابات كذلك لم تترك سانتو وشأنه، بل أصيب الكثيرون ومنهم نجم الدفاع مهند شنقيطي، ومع ذلك نجح البرتغالي واستخدام الأسلحة المتاحة أمامه، حتى عبر بسفينته لبر الأمان.

خلاصة القول: هناك تحفظ "مدروس" يحركه فكر مدرب، وهنا "جُبن" يتحكم في مدرب!

إغلاق