معجزة سعودية وصمود تونسي مغربي .. العرب ليسوا في قطر للتمثيل المشرف!

التعليقات (0)
Morocco Tunisia Saudi Arabia
Getty/Pressbox
صورة مختلفة للمنتخبات العربية في قطر

مقولة "التمثيل المُشرف" هي جملة اخترعها من لا يمكنه الخروج عن نص وتغيير السيناريو، لذلك قرر تزيين عجزه وتحسين صورته بهذا الوهم.

البعض كان يستخدم هذه الجملة لتبرير المشاركات الباهتة للمنتخبات العربية في المحافل الكبرى، ولكن العرب في كأس العالم قطر 2022 قرروا رفع شعار التحدي.

المعجزات ممكنة، حتى لو كانت على حساب ليونيل ميسي ومنتخب الأرجنتين المرشح للفوز بالمونديال، واسألوا هيرفي رينارد ورفاقه بالمنتخب السعودي حتى يدلونكم على الطريق.

ولكن الأخضر ليس وحده، الآن قامت المغرب ببداية جيدة ومميزة للبطولة بالتعادل مع كرواتيا من دون أهداف بل كانت الأقرب من الفوز واستحقته، لتؤكد أن الأحلام ممكنة وليست بعيدة كما يُصور البعض..

معجزة لمداواة جراح قطر

Qatar Ecuador 2022-11-20

الآمال كانت مُعلقة على المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور، ليمنحنا صورة مبهرة مثل التي شاهدناها في الافتتاح التاريخي للبطولة.

ولكن لسوء الحظ فشل الفريق في تقديم المطلوب منه، ليسقط في فخ الهزيمة أمام الإكوادور بثنائية نظيفة، ليكون في مأزق ضد هولندا والسنغال.

ومع ذلك، لا بأس، السعودية منحت العرب الكثير من الأسباب للفخر في هذا المحفل الكبير، بعدما رفضت عبارة التمثيل المشرف، وقامت باللعب ضد الأرجنتين مثل أي خصم طبيعي.

رغم الفوارق الفنية بين نجوم الأرجنتين والأخضر، إلا أن هيرفي رينارد رفض تكرار ما قام به كارلوس كيروش مدرب إيران، بالتراجع الدفاعي الذي جعله يتلقى هزيمة كاسحة من إنجلترا 6/2.

السعودية لم تتراجع بل هاجمت منتخب التانجو ولعبت بدفاع متقدم وجازفت بنصب مصيدة التسلل التي نجحت باقتدار، واحتلت صدارة مجموعتها لتصبح أقرب من أي وقت مضى لبلوغ دور الـ16 قبل اللعب ضد المكسيك وبولندا.

صمود مغربي تونسي

Bounou Morocco Croatia

بعد ساعة واحدة من معجزة السعودية، صمد المنتخب التونسي بقيادة مدربه الوطني جلال القادري أمام الدنمارك التي تعتبر أحد المرشحين للقب الحصان الأسود بالبطولة.

الانتصار على أستراليا قد يعني تأهل تونس إلى مراحل إقصاء المغلوب، وربما لا يقوم الفريق بمعجزة جديدة ويهزم فرنسا مثلما فعلت السعودية أمام المنتخب الأرجنتيني.

المهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة أبدًا، والشكل الذي ظهرت به تونس يمنحنا الكثير من المبررات للتفاؤل، ونفس الأمر ينطبق على المغرب التي شرفت العرب وكانت الطرف الأفضل أمام كرواتيا.

الميزة التي يمتلكها فريق المدرب وليد الركراكي، هي تواجد العديد من النجوم الكبار مثل أشرف حكيمي وحكيم زياش ورومان سايس ويوسف النصيري وياسين بونو ونصير مزراوي، وهي المجموعة التي لعبت على أعلى المستويات الممكنة في أوروبا.

لو نظرنا إلى تشكيل المغرب وقمنا بمقارنته مع كرواتيا، ربما نجد أن ممثل العرب هو الأثقل والأفضل من الناحية الفنية لو تمت مقارنته بالعديد من المنتخبات الأوروبية الأخرى، والمعطيات الحالية تؤكد أن الفريق حظوظه قوية بعد هذا التعادل، في حالة تحقيق نتائج إيجابية ضد بلجيكا وكندا.

الانتصار على كندا وربما خطف نقطة أمام بلجيكا، سيضع الفريق في مكانه الصحيح بتخطي دور المجموعات، لمواصلة مغامرة عربية مونديالية جديدة على الأراضي القطرية.

ما هو السر؟

Salem Al-Dawsari saudi arabia

أهازيج "مغرب مغرب مغرب" هزت أرجاء ملعب البيت، ليكون اسمًا على مُسمى، لشعور أسود المغرب بأنهم في منزلهم وعلى أرضهم ضد المنتخب الكرواتي وصيف مونديال روسيا 2018.

السعودية كذلك حصلت على مساندة لا تصدق على ملعب لوسيل، وكانت من أهم الأسباب الداعمة للانتصار الأخضر على ميسي ورفاقه، في حالة ترابط عربية كروية لم نراها لسنوات طويلة.

نفس الأمر حدث مع تونس في مواجهتها ضد الدنمارك، لتكون الرسالة واضحة لجميع الفرق في كأس العالم، بأنها بطولة العرب، ربما الهدف ليس الفوز باللقب، ولكن لتغيير الصورة وهدم أكذوبة التمثيل المشرف.

الأرض والجمهور والدعم المعنوي ليسوا الأسباب الوحيدة أبدًا، لأننا شاهدنا جرأة وقدرة على مواجهة الاحتكاك بأفضل نجوم العالم بثبات انفعالي غير مسبوق حتى ولو كانت المواجهة ضد ميسي نفسه.

الأمر ليس مجرد بداية فقط، ويبدو أننا سنشاهد المزيد في الجولات القادمة من المونديال، وسيكون السيناريو المثالي هو تأهل رباعي أو ثلاثي تاريخي إلى دور الـ16..

المنتخبات في الماضي اعتادت على إنفاق الأموال الضخمة في المعسكرات الخارجية والتحضير للبطولات الكبرى، والدخول لوضع 10 لاعبين بالخط الخلفي طمحًا في الخروج بأقل الخسائر أو خطف نقطة.

كم مرة ستلعب في كأس العالم في حياتك؟ وكم مرة ستواجه ميسي وأمثاله من النجوم في مثل هذه المحافل؟ لذلك المقولة الأنسب التي يجب أن يسير خلفها العرب هي .. Go Big or Go Home!

إغلاق