جسد عادل إمام شخصيته وسبب غريب أبعده عن الأندية .. وفاة ملك "الكورة الشراب" في مصر

"الكورة الشراب" واللعب في الشوارع والحارات مثلت جزءًا كبيرًا من تاريخ كرة القدم في مصر، الدورات والمسابقات التي كانت تُقام بين الفرق حظيت بمتابعة جماهيرية مذهلة خلال خمسينات وستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، قبل أن تبدأ الأندية في استقطاب المواهب مبكرًا وأن تختفي المساحات الفارغة من المدن المصرية خاصة الكبرى.
سعيد فتحي المعروف بالحافي أحد أبرز من لعب اللعبة الشعبية الأولى بـ "الكورة الشراب" في شوارع وحواري مصر، موهبته كانت حديث الجميع، وأجره عن المباراة كان الأعلى بين كل اللاعبين، إذ وصل إلى 10 جنيهات مصرية وهو مبلغ كبير جدًا آنذاك، حتى أنه يُصنف من العديد بأنه "ملك الكورة الشراب" في مصر وأفضل من لعب بها.
اقرأ أيضًا | لا تفرح كثيرًا يا جمهور الزمالك .. شبح كابرال يطارد عودة فيريرا
اختيارات المحررين
رحل الحافي عن عالمنا يوم السبت الماضي عن عُمر يُناهز الـ74 عامًا، والذي نال شهرة واسعة وبقي اسمه خالدًا حتى اليوم رغم انتهاء عصر "الكورة الشراب" بسبب فيلم "الحريف" الذي تحدث عنه وأظهر شخصيته ضمن أحداثه، وقد جسدها عملاق الفن المصري عادل إمام.
الفيلم الذي أنتج عام 1983 أخرجه محمد خان وكتبه بشير الديك الذي أوضح أن الفيلم ليس سيرة ذاتية للاعب الموهوب لكنه استخدم قصته لخدمة الأحداث، وقد شارك في بطولته النجمة فردوس عبد الحميد، ويُعد من أيقونات السينما المصرية.
السيناريست الكبير بشير الديك: فيلم الحريف من أجمل أفلامي وترجع قصته للاعب كره شراب اسمه "سعيد الحافي"#من_مصر pic.twitter.com/nCmzLoEiPo
— CBC Egypt (@CBCEgypt) March 5, 2022
الحافي ارتبط بعلاقات صداقة وثيقة مع نجوم كرة القدم في القرن الماضي، وقد لعب بجانب أو ضد العديد منهم في شوارع مصر، مثل حسن شحاتة وإبراهيم يوسف ومصطفى يونس وسيد يوسف وهو صديقه المقرب والذي أعلن خبر وفاته عبر السوشيال ميديا.
الرجل الذي ترك دراسته واتجه للعب كرة القدم في إمبابة وجميع أحياء ومحافظات مصر كان أول من أقام مباراة اعتزال له في الشارع، وذلك عام 1986، وقد شارك بها عدد من النجوم على رأسهم مصطفى عبده وأحمد شوبير.
عيد ميلاد سعيد لأسطورة مصر والترسانة الكابتن شاكر عبد الفتاح.. الصورة ليست من فيلم الحريف، وإنما من واقع مباراة كرة شراب شارك فيها شاكر ومحمد رمضان وسعيد الحافي.
— Omar Elbanouby - عمر البانوبي (@Banoubi) March 4, 2022
هؤلاء البسطاء في مدينة العمال دفعوا خمسة قروش نظير الحصول على كرسي لمشاهدة المباراة والاستمتاع بشاكر الحريف ورفاقه. pic.twitter.com/nADZ6lcfxX
الأمر الغريب في الحافي أنه لم يستطع أبدًا لعب كرة القدم بالجودة المطلوبة حين يرتدي الحذاء الرياضي المخصص لها، لم يكن إبداعه يظهر سوى حين يلعب حافيًا، وهذا السبب الغريب منعه من اللعب للأندية رغم موهبته الكبيرة.
عبده البقال أشهر كشافي كرة القدم المصرية والنادي الأهلي في القرن الماضي تابع الحافي حين سمع عن موهبته المذهلة، وقد لفت أنظاره بالفعل سريعًا وأخذه لملعب مختار التتش ليُختبر وينضم للفريق، لكن المفاجأة غير السارة كانت بظهوره بمستوى عادي جدًا بالحذاء، وحين لعب دونه بناءً على طلبه أبهر الجميع، لكن لم يكن بالطبع ممكنًا فعل هذا في الملاعب المعشبة والبطولات الرسمية.
صديقه سيد يوسف يقول أنه حاول كثيرًا ضمه لنادي الترسانة أو الزمالك، لكن عقبة عدم لعبه إلا حافيًا كانت دومًا تُعيق انضمامه لأي نادٍ، وهي ما أبقته في الشوارع ليُمتع المشاهدين على أرصفتها.
رحل "الحريف" عن الدنيا في مسقط رأسه بالجيزة، ولكنه سيبقى بالتأكيد جزءًا أصيلًا من تاريخ كرة القدم في مصر رغم عدم لعبه لأي نادٍ أو فوزه بأي لقب رسمي.