انتباه ريال مدريد .. زيدان الجديد موجود ويدعى تشابي ألونسو

Xabi Alonso
Getty Images
ألمانيا تشهد مولد مدرب شاب مميز هذا الموسم

عندما قرر باير ليفركوزن في النصف الأول من هذا الموسم إقالة مدربه جيراردو سواني لسوء النتائج، كان الفريق في منطقة مظلمة للغاية، المركز قبل الأخير وهزائم ثقيلة محلياً وأوروبياً، ولذا كان التغيير مطلوباً بقوة لإنقاذ الوضع.

قررت إدارة ليفركوزن المغامرة رغم سوء الأوضاع وعينت تشابي ألونسو، النجم الإسباني الذي كان يدرب الفريق الرديف في ريال سوسييداد والذي لم يسبق له العمل مع أي فريق أول بعد.

حديث كبير عن ألونسو وموهبته التدريبية كان قد بدأ منذ كان لاعباً، الكثيرون توقعوا بأن يتحول من كان مايسترو وسط الميدان لمدرب محنك، كيف لا وهو الذي تتلمذ على يد الأفضل مثل جوزيه مورينيو، بيب جوارديولا، ورافا بينيتز بمشواره المرصع بالإنجازات مع ريال مدريد، ليفربول، وبايرن ميونخ.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

تجربة ألونسو التدريبية بداية من "سانسي" سوسييداد وصولاً للبوندسليجا مثيرة للاهتمام، وقد تفسر الحديث عن نجم قادم بقوة في المجال، ولما لا حتى مدرب ريال مدريد المقبل.

خيار غريب ومنطقي

لماذا ألمانيا؟ كان هذا السؤال الذي تبادر للكثيرين عند توقيع ألونسو مع ليفركوزن، تحول كبير من الكرة الإسبانية لنظيرتها الألمانية لمدرب يخطو بعد خطواته الأولى بالمجال.

باير لم يكن أول من خطب ود الإسباني الباسكي، ولكن سبقه بوروسيا مونشنجلادباخ الموسم الماضي، ولكن وقتها قرر ألونسو التريث والاستمرار مع رديف سوسييداد.

Xabi Alonso quotes arabic embed only

يملك لاعب بايرن ميونخ السابق ذكريات طيبة من فترته مع البافاري حيث تعلم اللغة الألمانية وأجادها في الفترة ما بين 2014 وحتى اعتزاله في 2017، ولكن الأهم حيث تشرب الكثير من جوارديولا، وأضاف لخزينة ألقابه البوندسليجا والكأس والسوبر الألماني في أكثر من مناسبة.

من عُرف بلقب "المايسترو" قرر أن الطريق لنجاحه في فريقه الجديد "السيطرة" كما كان لاعباً: "شعرت أن هذا الأمر ليس موجوداً هنا، الجودة حاضرة والفضل يعود لسابقي، يلعبون كرة قدم جيدة، ولكن يمكن أن تلعب 80 دقيقة جيدة و10 سيئة تكلفك المباراة، كنت لاعب خط وسط وأعرف ماذا تعني السيطرة على المباراة وإيقاعها".

تصريحات ألونسو تُظهر جيداً شخصيته التي تحرص على التواصل مع اللاعبين، الأمر الذي تعلمه من العمالقة في مجال التدريب الذين عمل معهم: "أملك فريقهاً متعدد الجنسيات، أتحدث الإنجليزية والألمانية وأحتاج لتعلم الفرنسية لأنني لا أفعل، ما تعلمته من المدربين العُظماء الذين عملت معهم أن يجب أن يتبعك اللاعبون، يجب أن يكون هناك إيمان من قبلهم وأن تغذي هذا الشعور كل يوم إذا أردت أن تصبح مدرباً جديراً، يجب أن تجيد التعامل مع الأفراد، ثم يأتي الحديث عن التكتيك وطرق اللعب".

أسلوب ألونسو يبدو متأثراً كثيراً بمورينيو وفيسنتي دل بوسكي من حيث التعامل مع الأفراد قبل الاهتمام بأمور الكرة، التكتيك الذي نجح كثيراً في ريال مدريد مع كارلو أنشيلوتي في الماضي والحاضر، ودل بوسكي نفسه ومن بعده زين الدين زيدان، إذ لا تكفي إمكانياتك الفنية للتحكم في زمرة من النجوم.

19 مباراة خاضها المدرب الإسباني الشاب مع ناديه الألماني وفيها سريعاً ظهرت علامات التحسن، الفريق خرج من منطقة الهبوط لمنتصف الترتيب، وعبر لدور الـ16 بالدوري الأوروبي على حساب موناكو بعد وداع دوري الأبطال، وأصبح ماكينة أهداف في ظل اعتماده على ثلاثي هجومي دوماً، سواء بخطة 3-4-3 أو 4-3-3 كما يفضل ألونسو.

أخطاء سوسييداد المفيدة

قد يكون ألونسو الآن يجذب الأنظار في ألمانيا ولكن البداية كانت في الباسك وناديه القديم ريال سوسييداد وفريقه الرديف "سانسي".

أكاديمية "زوبييتا" هي المماثل ل"كانتيرا" ريال مدريد أو "لا ماسيا" برشلونة في سوسييداد، حيث يتكون الشباب الباسكي أمثال ألونسو نفسه ويصبحوا نجوماً للفريق صاحب القمصان السماوية والبيضاء، وحيث قرر ألونسو بداية مشواره، الأمر الذي وصفه "بالأساسي لأنه يريد أن يصبح ضمن زمرة الأفضل من مدربي العالم" على حد تعبيره.

يفسر ألونسو قراره بالعودة إلى سوسييداد مع "أتلتيك" بعقلانية كبيرة: "أردت العودة هنا للتعلم، أعلم أن هنا يوجد صبر ومساندة الكثيرين، يوجد نموذج واضح للعمل ومجتمع يساعدك على النجاح حيث يمكنك الخطأ والتعلم منه، لست أنا فقط من أُعلم ولكن أتعلم الكثير أيضاً من اللاعبين هنا".

التأثير المتبادل لتجربة سوسييداد على ألونسو كان واضحاً، سواء عليه كمدرب أو على لاعبيه الذين تدربوا تحت إشرافه، مارتن زوبيمندي الذي يلقب بخليفته وأحد خريجي "سانسي" أشاد كثيراً بدور مدربه فيما بلغه الآن، كذلك نجم ليفركوزن الحالي فلوريان فيرتس تغنى بمدربه الجديد رغم علاقته القوية مع سابقه الذي أعطاه الفرصة للبزوغ والتألق.

Florian Wirtz quotes arabic embed only

ريال مدريد، ليفربول، أم سوسييداد من جديد؟

الحديث عن الخطوة المقبلة لألونسو ليس منطقياً بالتوقيت الراهن لمجرد نجاحه بتقديم عروض طيبة مع ليفركوزن بعد أسابيع من تعيينه، ولكن تفرض نفسها في ظل تاريخه الكبير وشخصيته المميزة.

البعض ربط بينه وبين سوسييداد من جديد ولكن كخليفة لإيمانول ألجواسيل في تدريب الفريق الأول هذه المرة، وقد تكون خطوة منطقية في تدرجه الوظيفي بالعودة للبيت حيث الأريحية والمجال للتطور والتعلم.

تقارير أخرى قالت إن ألونسو يبقى على رادار فلورنتينو بيريز وريال مدريد حيث كانت أولى تجاربه التدريبية بمركز شباب النادي، إذ يتماشى أسلوبه مع أفكار الملكي، ولذا يبقى تحت الضوء كجوتي وراؤول وجيل من المدربين الشباب الذين نجحوا مع شباب النادي، بانتظار تكرار تجربة زيزو الذهبية.

واستمراراً مع ربطه بأنديته السابقة، دخل ألونسو حتى ترشيحات ليفربول لخلافة يورجن كلوب مستقبلاً كونه تتلمذ هناك على يد بينيتيز، ونضج كروياً كلاعب خط وسط ممتاز، ودائماً ما ربط نفسه بحب الريدز وأجواء "أنفيلد"، ليصبح منافساً لزميله السابق ستيفن جيرارد على المنصب الحلم.

إغلاق