تحليل | هل هناك شك أن برشلونة بطل الدوري الإسباني في الموسم الحالي؟
حقق برشلونة انتصارًا هامًا في مسيرته في الدوري الإسباني ليعزز الفارق مع ريال مدريد إلى ثماني نقاط، ويتصدر بالخمسين نقطة.
برشلونة واجه فريقًا بخطة تشافي هيرنانديز الجديدة المفضلة والاعتماد على رباعي في الوسط بوجود جافي وبيدري ودي يونج وبوسكيتس، وأشرك رافينيا بجوار ليفاندوفسكي بعد إصابة عثمان ديمبيلي.
بينما بدأ بيتيس بهدف الاعتماد على التحولات السريعة والاعتماد على الأطراف ومهارة نبيل فقير ليفك التكتل الدفاعي ويعتمد بشكل مميز على ضرب النقاط العمياء خلف المدافعين.
ما هي النقاط الإيجابية البارزة لبرشلونة؟ وهل نتيجة اليوم تؤكد أنّ النادي الكتالوني حسم بنسبة كبيرة لقب الدوري الإسباني؟
التفوق الدفاعي
برشلونة عانى لسنوات مع الأزمة الدفاعية، وأصبح فريقًا يسهل الوصول إلى مرماه وتسجيل الأهداف.
فحتى لو قدّم الفريق مباراة جيدة هجوميًا، كان من الوارد أن يخرج خاسرًا أو متعادلًا بسبب سهولة التسجيل في شباكه، والأزمة كانت في انتشار الفريق حينما يفقد الكرة.
هذا ما حاول تشافي أن يفعله منذ قدومه إلى برشلونة، أن يجعل النادي الكتالوني أفضل دون كرة لأن قدرات اللاعبين بالكرة لا تحتاج مجهودًا كبيرًا، وهذا ما حدث.
برشلونة حينما يفقد الكرة ينتشر بصورة مميزة، يدافع من أول مهاجم ويسعى للضغط العكسي واستعادة سريعة للهجمة، وحتى حينما يفشل الخط الأول للضغط يأتي دور الثلاثي الرائع كوندي وأراوخو وكذلك كريستنسن.
إيمان تشافي بتيرشتيجن جعله أيضًا في أفضل أحواله، ليصبح خط الدفاع الأخير وخط البناء الأول ولذلك لم يعد برشلونة يعاني مثلما كان في السابق على مستوى اللعب دون كرة.
برشلونة أفضل حينما يريد
لو نظرنا إلى نتائج برشلونة الأخيرة، نجد الفريق انتصر بهدف وحيد ضد أتلتيكو مدريد وخيتافي وجيرونا وريال سوسييداد، ولم يسجل أكثر من هدف سوى ضد ريال مدريد وأتلتيكو سبتة وذلك منذ العودة لاستئناف المسابقة بعد كأس العالم.
تعادل بهدف لمثله ضد إسبانيول، وكذلك تعادل بهدفين لمثلهما ضد بيتيس في السوبر قبل الفوز بضربات الجزاء، وهذا ما جعل البعض يقلق من الفوز بفارق هدف وحيد.
صحيح سجل برشلونة اليوم هدفين، لكن استقبل هدفًا وبالتالي انتصر بفارق هدف وحيد في رابع مباراة على التوالي في الدوري الإسباني للمرة الأولى في تاريخه.
لكن ليست كل المباريات سواسية، فأمام أتلتيكو جاءت العودة للدفاع اضطرارية بعد تفوق أتلتيكو مدريد وكسر خطوط الضغط وفشل اللاعبين في استيعاب أدوارهم الجديدة في أغلب فترات المباراة.
وضد خيتافي وجيرونا، كانت انتصارات اقتصادية يهدف فيها تشافي لتقليل المجهود من اللاعبين بهدف ضمان التفوق البدني، خاصة أنّ برشلونة لعب ثماني مباريات كاملة في شهر يناير، أي بمعدل لقاء كل 3-4 أيام.
لكن ضد سوسييداد واليوم ضد بيتيس، برشلونة كان الطرف الأفضل والأخطر طوال التسعين دقيقة، وفقط هدف عكسي من كوندي أمام الفريق الأندلسي، وخطأ من الحارس ضد الفريق الباسكي ما خلق خطورة حقيقية على مرماه.
إذًا تشافي يحاول أن يكون مرنًا، لا يهم أن يلعب أفضل مباراة كل أسبوع، لكنّه يعلم المنافس جيدًا ويحاول أن يلعب ضده بقوة.
أو ربما السبب هو أنّ التكتلات الدفاعية هي أصعب شيء يواجهه تشافي، وفرق مثل سوسييداد وبيتيس لا تتميز في مسألة الدفاع بقدر الهجوم والتحكم في الرتم.
الأكيد أنّ ليست كل النتائج تعبر عن المستوى، لكن تشافي فقط يحاول أن يمتلك النفس الأطول لحصد لقب الدوري الإسباني.