"ما لا يمكن تعويضه".. ماذا يخسر مانشستر يونايتد بعدم التأهل لدوري أبطال أوروبا؟

Rashford Ten Hag Osimhen GFX
Getty/GOAL
خسارة 60 مليون جنيه استرليني ستكون أبسط العواقب!

لا يمكن لمانشستر يونايتد أن يغيب عن دوري أبطال أوروبا مرة أخرى، لقد كان فريق المدرب الهولندي إريك تين هاج في المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فوزه 1-0 على وولفرهامبتون في 31 ديسمبر 2022، لكن مع استعدادهم لمواجهة فريق جولين لوبيتيجي مرة أخرى يوم السبت، يواجهون خطرًا شديدًا بفقدان هذا المركز الرابع المرغوب فيه أمام ليفربول.

كان يونايتد يتقدم بفارق سبع نقاط على ليفربول قبل أقل من أسبوعين بعد فوزه على أستون فيلا، لكن هذه الأفضلية تقلصت إلى نقطة واحدة فقط منذ ذلك الحين.

إذا فشلوا في التغلب على وولفرهامبتون، فإن فريق يورجن كلوب سوف يتخطاهم بالفوز على ليستر سيتي يوم الإثنين.

يونايتد لديه مباراة مؤجلة تجعل رصيد مبارياته المتبقية أكثر من ليفربول، ولكن في حين أن فريق الميرسيسايد في حالة لا يمكن إيقافها، فإن يونايتد في حالة سقوط حر.

كان العامل الكبير الذي جعلهم يفقدون سيطرتهم على المراكز الأربعة الأولى هو أداؤهم المروع خارج ملعبهم، الهزيمتان من برايتون ووست هام، وخسارة 8 مباريات خارج الديار هذا الموسم إلى الآن أمور توضح مشكلة يونايتد.

في آخر 10 مباريات سجلوا ثمانية أهداف فقط، أي أقل من أي فريق آخر في الدوري، يبدو الشياطين الحمر مرهقين بعد خوضهم مباريات أكثر من أي فريق آخر في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا وثقتهم في الحضيض، حالة يرمز إليها حالة ديفيد دي خيا ضد وست هام، بالإضافة إلى تسديدات ماركوس راشفورد وأنتوني الطائشة.

  1. خسائر اقتصادية
    (C)Getty Images

    خسائر اقتصادية

    يونايتد محظوظ لأن إيراداتهم ستظل عالية سواء تأهلوا لدوري أبطال أوروبا أم لا، هذا الموسم في طريقهم لتحقيق ما بين 590 مليون جنيه استرليني و 610 ملايين جنيه استرليني، على الرغم من أنهم - وفقًا لصحيفة إندبندنت - كانوا سيحققون إيرادات قياسية إذا تأهلوا إلى المنافسة في أوروبا.

    ومع ذلك، مع حاجة النادي إلى سداد ائتمان بقيمة 206 ملايين جنيه استرليني من أموال الانتقالات، سيظل يتأثر بالضربة المالية التي ستحدث حال عدم التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، لأن الفرق في الأرباح بين الدوري الأوروبي ودوري الأبطال هائل.

    التأهل إلى دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا يكسب الفرق المتأهلة 13 مليون جنيه استرليني كما أن كل فوز في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا يكسبك 2.4 مليون جنيه استرليني، والتعادل قيمته حوالي 800 ألف جنيه استرليني.

    الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا، فاز يونايتد بثلاث مباريات وتعادل في مباراتين، وحصل على 8.28 ملايين جنيه استرليني.

    لقد ربحوا 8.3 ملايين جنيه استرليني إضافية للتأهل إلى دور الستة عشر، مما منحهم إجمالاً حوالي 30 مليون جنيه إسترليني بالإضافة إلى عائدات كل يوم من أيام المباراة.

    لو وصلوا إلى ربع النهائي، لكانوا سيحصلون على 9.2 ملايين جنيه استرليني إضافية.

    إذا استمروا وحققوا الفوز بدوري الأبطال - وهو أمر صعب - سيكسبون ما لا يقل عن 73 مليون جنيه استرليني.

    أما الفوز بالدوري الأوروبي فيكسبك زهاء 13 مليون جنيه استرليني، وهو المبلغ الذي يساويه مجرد التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، سيتعين على يونايتد الفوز بالدوري الأوروبي لمعادلة قيمة المشاركة في دوري أبطال أوروبا.. هل يمكنك أن تتخيل؟!.

    ربح يونايتد حوالي 10 ملايين جنيه استرليني من خلال الوصول إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي هذا الموسم، وإذا كانوا قد ذهبوا إلى هذا الحد في دوري الأبطال، لكانت أرباحهم أقرب إلى 35 مليون جنيه إسترليني.

    بناءً على مستويات الأداء الحالية، فإن التقدير المعقول للتكلفة الإجمالية لخسارة المراكز الأربعة الأولى لا يقل عن 25 مليون جنيه استرليني، وسوف يتنازلون عن فرصة كسب فرق إجمالي قدره 60 مليون جنيه استرليني، وهي قيمة يمكن دفعها لانتداب لاعب شاب ضمن الصفوة في أوروبا، أو حارس مرمى لاستبدال ديفيد دي خيا وفرض الضغوط عليه كي يظهر بأفضل أداء.

  2. تقليص الرواتب وفقدان الثقة
    Getty

    تقليص الرواتب وفقدان الثقة

    لحماية النادي من خسارة الإيرادات في حالة عدم الوصول إلى دوري أبطال أوروبا، تحتوي عقود لاعبي يونايتد على بند يتعلق بإنهاء الفريق الدوري ضمن المراكز الأربعة الأولى، عدم القيام بذلك يعني خفضًا فعليًا للأجور بنسبة 25 بالمئة.

    بالنسبة لكريستيانو رونالدو، فإن خسارته لدوري أبطال أوروبا كانت تعني خفض راتبه بحوالي 120 ألف جنيه استرليني في الأسبوع، يمكن للاعبين ذوي الأجور الأعلى في النادي، مثل برونو فيرنانديش ودي خيا وكاسيميرو، توقع خسارة مماثلة في الدخل هذه المرة.

    بالنسبة لفيرنانديش وراشفورد وآخرين، سيكون هذا التخفيض الثاني على التوالي للأجور، على الرغم من أن يونايتد لديه ثاني أعلى فاتورة للأجور في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد تشيلسي فقط، قد يجد بعض اللاعبين صعوبة في التعرض لخفض رواتب ثانٍ على التوالي، ليس من المستحيل أن يسعوا إلى سد الفجوة في رواتبهم من خلال القيام بخطوة مربحة لفريق يتنافس في دوري أبطال أوروبا، وهنا ينطوي الجانب الإيجابي إذا لم يشترك الفريق في دوري الأبطال.

    ولن تكون الأجور المنخفضة هي الخسارة الوحيدة للاعبين، فقد فاز كاسيميرو ورفاييل فاران بدوري أبطال أوروبا خمس مرات مع ريال مدريد واعتادوا على الوصول إلى نصف النهائي على الأقل، إن عدم المشاركة في ذلك سيكون بمثابة ضربة كبيرة لمعنوياتهم.

  3. موسم انتقالات أكثر صعوبة!
    (C)Getty Images

    موسم انتقالات أكثر صعوبة!

    الأولوية القصوى ليونايتد في فترة الانتقالات الصيفية هي العثور على مهاجم غزير الإنتاج، أوضح إريك تين هاج أن مهاجمًا فتاكًا يسجل 20 هدفًا في الموسم هو أكثر ما يفتقر إليه فريقه، وأن الوصول إلى المهاجم الذي يحتاجون إليه سيكون أصعب بكثير في حالة عدم ضمان فرصة اللعب في أكبر بطولة في أوروبا.

    سيكون فيكتور أوسيمين أحد أكثر المهاجمين طلبًا هذا الصيف بعد أن ساهم في حصول نابولي على لقب الدوري الإيطالي، لكن هل سيتخلى عن بطل إيطاليا المتوج حديثًا بفريق يخوض موسمه الثاني على التوالي في الدوري الأوروبي؟ من الصعب قبول ذلك.

    وينطبق الشيء نفسه على هاري كين، الذي يبلغ من العمر 30 عامًا ويفتقد الفوز بالألقاب، هل سيخاطر حقًا بمكانته كنجم أوحد مع توتنهام للذهاب إلى فريق آخر يلعب في الدوري الأوروبي؟.

    دون دوري الأبطال، سيجد يونايتد صعوبة أكبر في الحصول على لاعبين من النخبة وسيضطرون بدلاً من ذلك إلى القيام بالتسوق في المستوى الأدنى.

    بدلاً من التوقيع مع كين أو أوسيمين أو راندال كولو مواني أو جونكالو راموس، قد يضطرون إلى النظر في خيارات مثل جوناثان ديفيد أو نيكلاس فولكروج أو إيفان توني.

  4. المزيد من الإغواء لراشفورد
    Getty Images

    المزيد من الإغواء لراشفورد

    إن إقناع لاعبي يونايتد الأساسيين المستهدفين من قبل كبار أوروبا، بالتخلي عن دوري أبطال أوروبا أمر يثير القلق أيضًا، يونايتد عليه التفكير في اللاعبين الموجودين بالفعل في النادي ولكنهم متحمسون لسماع تلك الموسيقى مرة أخرى والتألق على المسرح الكروي الأكثر إثارة على الإطلاق.

    هنا الحديث أكثر خصوصية عن ماركوس راشفورد، الذي لم يتبق أكثر من عام على عقده ويتمتع بأفضل موسم في حياته المهنية، لقد تحدثت بيئة راشفورد إلى باريس سان جيرمان من قبل، في حين أن الكثير من الأندية الكبرى الأخرى ستلاحظ تألقه وعقده.

    لا يكافح باريس سان جيرمان أبدًا للوصول إلى دوري أبطال أوروبا (الفوز به هو مسألة أخرى)، وكذلك بايرن ميونخ أو ريال مدريد.

    إذا خسر يونايتد المشاركة في المسابقة مرة أخرى، فقد يتم إغواء رأس راشفورد من قبل الأندية التي يمكن أن تضمن له لعب كرة القدم بشكل مستمر في دوري أبطال أوروبا.

  5. وماذا عن تين هاج؟
    Getty

    وماذا عن تين هاج؟

    يبدو من الجنون أن نتحدث عن ذلك بعد كل التقدم الذي أحرزه اليونايتد تحت قيادة تين هاج هذا الموسم، خاصة بالمقارنة مع أسلافه، لكن إذا فشل الفريق في الوصول لدوري أبطال أوروبا، خاصة بعد أن كان في مثل هذا الموقف القوي للتأهل، فعندئذ سيبدأ منصب تين هاج كمدير فني يبدو أضعف.

    أقيل ديفيد مويس بعد أيام فقط من التأكد من أن يونايتد ليس لديه فرصة للإنهاء ضمن المراكز الأربعة الأولى، بينما تم طرد لويس فان خال أيضًا بعد أن لم يتمكن من الفوز بدوري أبطال أوروبا في موسمه الثاني على الرغم من فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي.

    أعاد جوزيه مورينيو اليونايتد إلى المنافسة في أول عامين له، ولكن بمجرد أن أصبح واضحًا أن مركزهم نحو التأهل بات في خطر خلال موسمه الثالث، تمت إقالته أيضًا.

    المدير الفني الوحيد الذي فشل في إيصال اليونايتد إلى المراكز الأربعة الأولى ونجا، هو أولي جونار سولشاير في عام 2019، لكنه استفاد من هذه الحالة لأنه حصل بعد ذلك على عقد لمدة ثلاث سنوات ولم يتم حسابه على فترته المؤقتة خصوصًا أنه كان قد ورث فريق مورينيو في حالة يرثى لها.

    من المرجح أن يظل تين هاج مدربًا بغض النظر عن ذلك لكنه سيتعرض لضغط كبير بعد ذلك للوصول إلى ذات الأرضية في الموسم المقبل، وإذا لم يجد اليونايتد نفسه أصلًا ضمن المراكز الأربعة الأولى بعد ثلاثة أشهر من الموسم فقد يجد نفسه عاطلاً عن العمل.

  6. فقدان الهيبة وانطواء التاريخ
    Getty Images

    فقدان الهيبة وانطواء التاريخ

    على الرغم من عدم فوزه بلقب الدوري لمدة عشر سنوات، لا يزال يُنظر إلى يونايتد على أنه من بين أكبر الأندية في أوروبا.

    لكن إذا استمروا في عدم المشاركة بدوري الأبطال، فإن هذا الوضع سيبدو محفوفًا بالمخاطر، إنهم يخاطرون بأن يصبحوا ناديًا عتيقًا فقد هيبته.

    كما أنهم يخاطرون بخسارة المشجعين الشباب الذين نشؤوا وهم يشاهدون دوري أبطال أوروبا ولا يشاهدون يونايتد إلا من حين لآخر.

    انظر إلى شعبية باريس سان جيرمان وريال مدريد وبرشلونة بين المشجعين الشباب، حتى في إنجلترا، وصعود مانشستر سيتي في خارج البلاد.

    أصبحت مباراة مان سيتي ضد ريال مدريد الآن إحدى أعظم المباريات في كرة القدم الأوروبية الحديثة، يونايتد يقابله الآن ريال بيتيس أو فينورد، لن يملك نفس القوة ولا التأثير.

    فقدان هيبة عدم الوجود في دوري الأبطال أمر صعب، ويمكن القول إنه أكبر من الضربة المالية أو مشاكل استقطاب اللاعبين.

    منذ أن لعبوا في البطولة لأول مرة في عام 1993، اعتبر يونايتد أن دوري أبطال أوروبا هو المستوى اللائق بهم، موقعهم الطبيعي، لقد فازوا بها مرتين وكانوا في أربعة نهائيات، لذا فإن عدم وجودهم في دور المجموعات أمر محرج للغاية.

    هذا هو السبب في أن المباريات الأربع الأخيرة من الموسم أكثر أهمية من نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد السيتي، هزيمة ثقيلة أمام فريق جوارديولا في ويمبلي من شأنها أن تؤدي إلى الكثير من التهكمات من جيرانهم في المدينة وربما زملائهم في العمل الذين يلاقونهم في مانشستر كل يوم، لكن الغياب عن أكبر بطولة في أوروبا سيكون أسوأ، نظرًا لكل ما أسلفنا ذكره.