لا تنخدعوا بالليجا.. ماتيو أليماني الثقب الأخير في "تايتانيك" برشلونة الغارقة!

alemany-xavi
GOAL
لقب مهم ولكن!..

على الرغم من أن جمهور برشلونة لا يشغله الآن سوى موعد التتويج الرسمي بلقب الدوري الإسباني لأول مرة من 2019، وتبدو الأجواء سعيدة داخل القلعة الكتالونية، إلا أن هذه مجرد "حقنة مخدرة" لمشكلة كبرى تعصف بالنادي.

فحين تم الإعلان عن رحيل مدير برشلونة الرياضي ماتيو أليماني عن صفوف البلوجرانا، علم النادي الكتالوني بكل كواليسه أن المستقبل القادم سيكون أصعب كثيرًا!.

أليماني ليس أي شخص في هذا النادي، فإذا كان برشلونة وجماهيره في أنحاء العالم المختلفة يحتفلون الآن باقتراب الحصول على لقب الليجا، عليهم أن يعلموا أن أليماني ربما توازي أهميته أهمية تشافي هيرنانديز فيما يحدث.

هذه ليست مبالغة، برشلونة كان على وشك اتخاذ خيارات عديدة لإنقاذ مستقبله كنادٍ الصيف الماضي، لولا تدخل أليماني الذي فرض ناحية فنية جعلت برشلونة يخرج من هذه الفترة العصيبة عملاقًا من جديد، والآن تتبقى له نقطتان على التتويج بلقب الدوري الإسباني.

  1. لماذا سيغرق برشلونة "رغم الليجا؟"
    Goal/GettyImage

    لماذا سيغرق برشلونة "رغم الليجا؟"

    المشاكل التي واجهها برشلونة الصيف الماضي، وفرض لها الحلول الآنية التي خرج منها بفريق محترم لعب به تشافي هيرنانديز موسمًا كاملًا أول ممتازًا وحصد فيه لقب السوبر وباتت مسألة تتويجه بلقب الدوري الإسباني رهن أيام قليلة فحسب، ستعود بشكل أكثر ضخامة الموسم المقبل.

    بل ستضاف إليها مشاكل أخرى، تجديد عقدي جافي ورونالد أراوخو، أزمة نيجريرا، رغبة كل الأطراف في عودة ليونيل ميسي، المشاكل مع رابطة الليجا، المشاكل مع الاتحاد الأوروبي بسبب مشروع دوري السوبر الأوروبي، القروض المتتالية وحقوق الرعاة، الرافعات الاقتصادية وشروطها الصعبة.

    أليماني هو من بدأ الحل، ولذلك فإن ما حصل بالضبط هو أن الرجل الذي سيرحل على الأرجح إلى أستون فيلا ترك برشلونة حقًا في منتصف الطريق، بل ربما قبل المنتصف.

    حتى الأسماء المطروحة لخلافة أليماني، سواء كان ديكو أو أنطونيو كوردون المدير الرياضي السابق لريال بيتيس، أو حتى جوردي كرويف، لا تتوفر لديها العقلية الاقتصادية التي تحلى بها أليماني وأدار بها الميركاتو الصيفي الماضي باقتدار.

    لكن ربما سيكون اسم جوردي كرويف الأكثر قدرة على إكمال خطى أليماني، لالتصاقه بخطط أليماني ولابورتا قدر ما يمكن إتاحته أكثر من باقي الأسماء.

  2. لماذا رحل أليماني؟

    لماذا رحل أليماني؟

    الأسباب متفاوتة، لكن المؤكد أنه قبل يومين فحسب، حين كان أليماني يضع خطة برشلونة للميركاتو المقبل والتي أعلنت عنها صحيفة "موندو ديبورتيفو" بأركانها التسعة، التي تشتمل على رحيل أسماء وانتداب صفقات رخيصة وتقليص الرواتب الجديد وحسم ملف المعارين وغير ذلك من الأمور، كان هناك ملف شائك للغاية يبدو أنه وثيق الصلة بكل ما يدور بين أروقة البلوجرانا.

    أليماني وضع الخطة.. 9 أهداف أساسية لبرشلونة في الميركاتو الصيفي

  3. ليونيل ميسي.. وما أدراك!
    Goal / Getty

    ليونيل ميسي.. وما أدراك!

    عودة ميسي إلى برشلونة، وفقًا للصحفي ديفيد برنابيو، لم تكن من الملفات المحبذة للغاية بالنسبة لأليماني، الذي كان ينظر إلى إنقاذ برشلونة من الهوة السحيقة التي قد يدخلها لو لم يتدارك مسائله المادية حاليًا.

    عودة ميسي لها بريق أخاذ بكل تأكيد، سينعكس أيضًا على شبابيك التذاكر وعوائد البث وعقود الرعاية، لكن أليماني رغم أنه من النمط المخاطر اقتصاديًا، يدرك جيدًا أن عودة بهذا الحجم لها جانب مادي ضاغط أكثر بكثير من الجانب العاطفي للأمر.

    مع رابطة "ليجا" مرشحة لتعقيد الأمور على برشلونة وسط الخلافات العديدة التي باتت معلنة الآن، ومع مشروع دوري سوبر أوروبي لا يريد برشلونة التنازل عنه، ومع حالة اقتصادية متردية تجبر برشلونة دائمًا على بيع أصوله، ومع اتهامات قضية نيجريرا، سيكون ميسي عامل ضغط كبيرًا على فريق تم تشكيله بالفعل، ونجح فيما لم ينجح فيه ميسي نفسه بآخر فتراته مع البلوجرانا، وهو الحصول على لقب الدوري الإسباني.

    هذا بخلاف ضغط سلم الرواتب، الذي تبدو حسابات أليماني فيه "على الشعرة" لإبقاء القوام الحالي، لذلك فعودة ميسي بأي راتب منطقي حتى لو تنازل عن ثلاثة أرباع مرتبه الحالي، ستكون ضاغطة على ميزانية النادي.

    ربما لم يجد أليماني نفس الأرضية في الحديث لدى لابورتا، الذي يدرك جيدًا أن السؤال في العلن عن ميسي لا يحتمل إلا إجابة واحدة: نعم نريد إعادته.. حتى لو كانت الإجابة في الغرف المغلقة هي: لا لا يمكن أن يعود.

    يمكن أن نستشف هذا الأمر من التقارير القوية التي تحدثت عن انصراف ميسي بالأمس فقط عن عروض برشلونة، واتجاهه الأكثر لقبول عرض من الهلال السعودي أو الدوري الأمريكي، برشلونة ليس في حالة مستقرة إطلاقًا، حتى لو كان أليماني الذي لا يتحمس لعودته قد رحل، فإن وجود كوادر بحجم أليماني في إدارة النادي الرياضية، كفيل بتصدير صورة مرضية لميسي عن وضع النادي الذي سيختم فيه المستوى الأعلى لمسيرته قبل أن يضع سطر النهاية رسميًا.

    المؤكد أن أليماني الذي رجح الاختيار الآمن بالوصول إلى أستون فيلا وبدء تجربة أقل ضغطًا بكثير، قد ترك "تايتانيك" برشلونة وهي في طور "الغرق".. كان أشبه بيد وحيدة تحمل آمال هذه السفينة في البقاء فوق سطح الماء، لكنها الآن مرشحة بقوة للغرق.. لكنها ستحمل معها لقب ليجا وهي تغرق!.