وداعاً إبراهيموفيتش .. رحّالة المحطات القصيرة و"الذهبية"
“وداعا أيها الغريب
كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة
عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيراً"
إذا قرأت للراحل الأستاذ أحمد خالد توفيق ستعرف بالتأكيد تلك الكلمات، وإذا لم تقرأ فقد فاتك الكثير، ولكن لسنا هنا للحديث عن مكتبتك ولكن عن من تنطبق عليه كلمات الوداع تلك.
يرحل زلاتان إبراهيموفيتش عن ميلان رسمياً مساء الأحد في مباراة فيرونا الأخيرة بالموسم، اللقاء الذي سيغيب عنه للإصابة، والذي سيكتب نهاية رحلته الثانية مع الروسونيري، قصيرة كانت ولكن حافلة بالنجاح كعادته.
42 عاماً يوشك أن يتمها الأسطورة السويدية، سواء اتفقت مع أسلوبه أو اختلفت، أحببته أم كرهته، ولكن ستقدر ما قدمه "الغجري" كما لقبه جمهور ناديه السابق إنتر كإهانة، ولكن ربما دون إدراك منهم أن ذلك من أكثر ما يعبر عن مسيرته الطويلة.
رحالة تنقل بين عديد الأندية في مسيرته، واللافت هو أن توقفه في كل محطة كان قصيراً ولكن جلب النجاح سواء له شخصياً أو لناديه، وهو ما يستعرضه هذا التقرير في يوم انتهاء آخر رحلات زلاتان.
اختيارات المحررين
- Getty Images
أياكس
ثلاثة أعوام عاشها إبراهيموفيتش في هولندا مع أياكس وهو شاب صغير يخوض غمار تجربته الاحترافية الأولى بعد خروجه من مالمو والسويد نحو قمة القارة العجوز مع أحد أعرق أنديتها.
سريعاً فرض الشاب شخصيته على الفريق مع مجموعة من اللاعبين الشباب الواعدين والطموحين مثله على غرار أحمد حسام ميدو، أندي فان دير ميدي، وكريستيان كيفو، لتكون المحصلة الشخصية جيلًا أصبح الجميع يتهافت عليه في أوروبا، وعلى رأسهم زلاتان، وبطولتي دوري، وكأس في هولندا للنادي الذي استعاد هيبته الأوروبية.
#OnThisDay in 2004…
— AFC Ajax (@AFCAjax) August 22, 2019
There’s only one Zlatan. 😍 pic.twitter.com/MeZrIcqRfa - Getty Images
يوفنتوس
عامان فقط عاشهما "إبرا" في يوفنتوس بتجربته الإيطالية الأولى والأقل نجاحاً، على الأقل بصفة رسمية، وإن كان جمهور البيانكونيري يختلف.
تخيل أن في شهورك الأولى مدرب بحجم فابيو كابيلو يطيح بأليساندرو ديل بييرو من أجلك، هذا يكفي ليوضح الهالة التي وصل بها السويدي الشاب إلى تورينو.
موسمان تُوج فيهم مع السيدة العجوز بلقب الدوري قبل أن يٌسحب بعد فضيحة "الكالتشيوبولي" والتلاعب بالنتائج، وعلى الصعيد الشخصي ثبت مكانته كأحد أفضل لاعبي العالم بمركزه.
🇮🇹 Ibrahimovic at Juventus:
— GOAL (@goal) October 3, 2019
9️⃣2️⃣ games
2️⃣6️⃣ goals
🏆🏆 Serie Apic.twitter.com/dJLGH9lsSs -
- Getty
إنتر
استفاد إنتر من فضيحة يوفنتوس ليس فقط بالحصول على لقب للدوري الإيطالي، ولكن بنجمين منه هما إبراهيموفيتش وباتريك فييرا.
فترة إبرا مع إنتر التي استمرت لثلاثة أعوام شهدت انفجار موهبته على الصعيد الفردي، إذ كان النيراتزوري المستفيق والعائد للبطولات يعتمد كثيراً على مهارات السويدي الاستثنائية، ويكفي أنه بنصف لياقته وثقب في ركبته حقق للفريق لقباً للدوري في 2008 بمفرده.
حقق إنتر الدوري في كل أعوامه بوجود زلاتان، بالإضافة للقبي سوبر محلي، وعلى المستوى الفردي ثبت زلاتان نفسه حول العالم كشخصية مثيرة للجدل بتصرفاته وتصريحاته، والأهم بمهاراته التي لا مثيل لها داخل الميدان.
— Archivo de Fútbol (@renaldinhos) (@ArchivoDeFutbol) October 3, 2020
- Getty Images
برشلونة
سنة وحيدة قضاها إبرا في برشلونة الذي انتقل له في صفقة القرن مقابل صامويل إيتو و50 مليون يورو دفعها البلوجرانا لضم من كان يُوصف وقتها بالأفضل في العالم.
جاء السويدي لبرشلونة لتحقيق حلم دوري الأبطال الذي تمنع عليه في تجاربه السابقة، والذي حققه الكتالوني في مناسبتين بالسنوات الأخيرة، ولكن بيب جوارديولا كان له موقفاً مغايراً.
هدف حاسم في الكلاسيكو ولقب الليجا والسوبر المحلي والأوروبي، وكأس العالم للأندية لم تمح حقيقة أن إنتر نفسه هو من أقصى برشلونة وزلاتان وحقق دوري الأبطال بالذات في ذلك العام الذي رغم بطولاته وأهدافه التي بلغت 29 جعلته ربما الأقل في مسيرة اللاعب.
Zlatan Ibrahimovic 👑
— GOAL (@goal) October 19, 2020
1 El Clasico 🇪🇸
1 winning goal 🏅pic.twitter.com/y4k3pLJmws -
- Getty
ميلان
عاد سريعاً إبرا إلى إيطاليا، ولكن من بوابة ميلان غريم فريقه القديم إنتر، ليواصل كتابة فصول الجدل، وفي عامين مع الروسونيري حطم سطوة الجار وأعاد الروسونيري للقمة.
لقب السكوديتو والسوبر بالذات ضد النيراتزوري، وبركلة لا تنسى لغريمه الأزلي ماركو ماتيراتزي بالديربي أعاد الشيطان الأحمر لقمة إيطاليا بعد سنوات من هيمنة اللون الأزرق على المدينة والبلاد، والأهم أنه على الصعيد الشخصي أعاد نفسه من جديد كأحد نجوم اللعبة بعد تجربة إسبانيا التي هددت تلك المكانة.
— Archivo de Fútbol (@renaldinhos) (@ArchivoDeFutbol) October 3, 2020
- Getty
باريس سان جيرمان
كعادته، رحل "السلطان" سريعاً رغم مكانته في ميلانو، وقرر خوض تجربة محفوفة بالمخاطر مع مشروع وليد في باريس مع بي إس جي.
حافظ إبرا على مكانته في قمة اللعبة بعاصمة النور التي استمر فيها أربعة أعوام كاملة، إذ أصبح هدافاً تاريخياً للباريسيين، وكتب بداية المشروع القطري بنجاح عبر الهيمنة على الكرة المحلية، وازدادت لذعة تصريحاته لدرجة الهجوم على فرنسا نفسها!
ألقاب لا تعد ولا تحصى "محلية" مع باريس، ولكن رويداً رويداً بدأ الشعور باليأس مع الأميرة الأوروبية يتسرب للنجم السويدي في ظل تآلف فشله الشخصي مع الجماعي لفريقه بتحقيقها.
Six years ago today, Zlatan Ibrahimovic scored four goals for PSG against Anderlecht 🔥
— GOAL (@goal) October 23, 2019
This strike was so good that it got a round of applause from the home fans 🚀👏pic.twitter.com/uWJTDR6Gtd -
مانشستر يونايتد
"إنجلترا، أهلاً بكي في زلاتان"، أراد السويدي تجربة تحدي الدوري الإنجليزي الممتاز وكان له ذلك في فترة استمرت لسنتين غلب عليها الإصابات، ولكن ترك بصمات لا تنسى مع كتيبة جوزيه مورينيو.
الدوري الأوروبي وكأس الرابطة وأهداف ولحظات لا تنسى كانت عنواناً لتجربة قصيرة لزلاتان في إنجلترا لن ينساها عشاق الشياطين الحمر.
🔴 Zlatan Ibrahimović had 9 goal involvements for Manchester United in their 2017 Europa League campaign (5G, 4A) 🏆
— UEFA Europa League (@EuropaLeague) February 28, 2021
🤔 How will he get on against them for Milan? #UELdraw | #UEL pic.twitter.com/SlbYSS33Xf -
جالاكسي
وكما قابلت إنجلترا زلاتان، حدث الأمر ذاته مع الولايات المتحدة الأمريكية بضم جالاكسي له في تجربة استمرت لعام وحيد.
ذلك العام لم يضف فيه زلاتان بطولات، ولكن أضاف لقائمة أهدافه الإعجازية والأكروباتية، ووصلت شخصيته الفريدة لعالم هوليوود التي استقبلته بكل ترحاب.
Three years ago today, Zlatan Ibrahimovic came off the bench to do this on his LA Galaxy debut 🇺🇸
— GOAL (@goal) March 31, 2021
Simply outrageous 😂pic.twitter.com/HLt1fM3vMm -
- Getty Images
ميلان 2
في 2019 عاد زلاتان من جديد إلى أوروبا، ومرة أخرى لفريقه المقرب لقلبه بحسب تصريحاته، إذ اختار ارتداء قميص ميلان من جديد على نابولي.
وقع السويدي عقداً قصير الأمد مع فريق كان خاسر لتوه بخماسية نظيفة من أتالانتا، وأقصى الطامحين لم يكن يتخيل التأثير الذي سيجلبه لاعب يشارف على الأربعين على الفريق.
حقق ميلان الدوري الإيطالي وعاد لدوري أبطال أوروبا من جديد، وأثبت إبرا في عودته الثانية أن العمر مجرد رقم، وإن كانت مساهمته بشخصيته القيادية والمؤثرة خارج الميدان على مجموعة وصفها بأطفاله أهم وأقوى من تأثيره داخله رغم أهدافه المهمة أيضاً.
Last time Milan played Inter, Zlatan Ibrahimovic and Lukaku went head-to-head 😤
— GOAL (@goal) February 21, 2021
Round two today? 👀 pic.twitter.com/R6SS62zTU6