ميسي ودي بروينه وبرناردو .. هؤلاء لم يوقفهم غرور جوارديولا يا إبراهيموفيتش!

مرة أخرى يخرج زلاتان إبراهيموفيتش، ليمارس هوايته المفضلة، لتصويب قذائفه لقصف جبهة أحدهم، والضحية هذه المرة هو الإسباني بيب جوارديولا.

النجم السويدي يرى أن المهاجم النرويجي إرلينج هالاند الذي سجل 23 هدفًا في 17 مباراة مع مانشستر سيتي، لن يتطور بالشكل الكافي بسبب غرور مدربه الحالي في ملعب الاتحاد.

هالاند نفسه لم يقم بالشكوى، بل خرج أكثر من مرة للإشادة بالطريقة التي يعمل بها بيب، ولكن إبرا قرر التطوع للتنبؤ بالمستقبل المظلم له كما يعتقد.

لماذا يعتقد إبراهيموفيتش ذلك؟ لأنه قضى تجربته الأسوأ في مسيرته الكروية في برشلونة تحت قيادة بيب، ولهذا السبب يؤمن أن هالاند تطوره سيتوقف !

ولكن بالرجوع إلى الماضي والنماذج السابقة، سنرى أن ما قاله نجم ميلان لا يمت للواقع بصلة بأي شكل من الأشكال..

جيل برشلونة التاريخي

جوارديولا قام بتدريب الفريق الأول لبرشلونة في 2008، وانتشل الفريق من معاناته ليكون أحد أهم الأجيال التاريخية في كرة القدم بشكل عام وليس بالنادي الكتالوني فقط.

هل قام الإسباني بمحاربة بعض اللاعبين لأسباب شخصية ومنعهم من التمتع بالشهرة والنجومية؟ الأمر غير صحيح أبدًا، لأن هذا الجيل كان به مجموعة من الأساطير التي تدين بالفضل لبيب أكثر من أي شخص آخر.

سيرجيو بوسكيتس، داني ألفيش، جيرارد بيكيه، أندريس إنييستا، تشافي، كارلس بويول، إريك أبيدال، وبيدرو وأخيرًا الاسم الأهم وهو ليونيل ميسي الذي أصبح من أساطير اللعبة على يد جوارديولا.

Pep Guardiola's response to Zlatan saying his ego will hamper Erling Haaland's ability at Man City is perfect 😅 pic.twitter.com/Jpvc3r9zoR

— ESPN FC (@ESPNFC) November 5, 2022

الفكرة هي أن زلاتان لم يتمكن من التأقلم على هذا الجيل، الذي كان يضع الجماعية فوق أي اسم أو نجم آخر، وهو ما لم يشعر السويدي بالراحة نحوه، لأن شخصيته لم تكن مناسبة لبرشلونة وأسلوبه وثقافته من الأساس.

اللاعب اعترف بنفسه أنه فقد هويته داخل النادي الكتالوني، ووضع أصابع الاتهام نحو بيب أكثر من مرة بالتسبب في ذلك، ولكنه لن يلوم نفسه لأنه لم يعتاد على ذلك، ويفضل الاعتماد على التصريحات النارية التي سيكون لها جماهيرها ممن لا يحبون بيب سواء من جماهير الفرق المنافسة أو غيرهم.

دي بروينه رجل المنظومة

تجربة بايرن ميونخ بالنسبة لبيب كان بها بعض السلبيات والإيجابيات، هناك من مدحه وهناك من سار على خطى زلاتان وصامويل إيتو، ولكن الأغلبية كانت هي أن الإسباني تسبب في تغيير هوية الكرة الألمانية خلال تواجده مع النادي البافاري.

بايرن كان به العديد من النجوم مثل آريين روبن وفرانك ريبيري وروبرت ليفاندوفسكي، وتواجد بيب لم يقتل مسيرة أي منهم أو تسبب في حرمانه من النجومية التي يريدها.

والآن مع مانشستر سيتي، سنجد الفريق الذي يمتلك جوارديولا يحمل هوية واضحة للجميع، وهي المنظومة أولًا وأخيرًا قبل أي أسماء، الجميع قد يجلس على دكة البدلاء مهما كان اسمه لأن احتياجات الفريق تتطلب ذلك.

غرور جوارديولا لم يمنع كيفين دي بروينه من الوصول إلى أعلى المستويات الممكنة مع سيتي، ونفس الأمر بالنسبة لبرناردو سيلفا، وهو ما يحدث الآن مع هالاند الذي يوظف قدراته لصالح الفريق دون النظر إلى وضعه بشكل شخصي.

فيل فودين أحد أهم المواهب الإنجليزية في الفترة الأخيرة، وصل إلى هذه المكانة بفضل ما فعله معه بيب منذ بداية تصعيده ووصوله للفريق الأول، ولا يبدو أن غرور الإسباني سيمنعه من أي شيء.

ماذا عن مورينيو؟

الغريب أن زلاتان قال من قبل إنه كان يمكنه "الموت" من أجل مدربه السابق جوزيه مورينيو، بسبب العلاقة الطيبة التي جمعتهما معًا في إنتر، وبالصدفة أن صامويل إيتو نجم برشلونة السابق يمتلك نفس الرأي تجاه جوارديولا.

ولكن إبرا لم يلتفت إلى حقيقة أن المدرب الذي يعتبره قدوة، هاجم الكثير من اللاعبين الذين لعبوا معه بشكل علني، واتهم بالغرور مئات المرات طوال مسيرته من لاعبين عملوا معه.

البرتغالي هو من تخلص كيفين دي بروينه ومحمد صلاح وروميلو لوكاكو في تشيلسي، قبل أن يصبحوا جميعًا من أفضل اللاعبين في العالم من دونه، فهل يمكننا أن نقول إن غرور مورينيو منع دي بروينه من التألق مع البلوز؟

احتمالية تبدو بعيدة للغاية، والاحتمال الأقرب هو أن البلجيكي لم يناسب ما يريده مورينيو بتلك الفترة، وهو بالضبط ما حدث مع زلاتان في برشلونة لأنه لم يناسب طبيعة النادي الكتالوني.