ليفربول وتشيلسي .. قمة التاسع والعاشر حقًا
لو نظرت إلى جدول الدوري الإنجليزي للمرة الأولى هذا الموسم وشعرت بالمفاجأة عندما تعرفت على مركز كل من ليفربول وتشيلسي كتاسع وعاشر المسابقة، عليك فقط مشاهدة مباراتهما معًا لمعرفة السبب.
قمة لا تليق سوى بفرق الوسط بلا طعم أو رائحة، بل تشعر في بعض الأحيان وكأنك تشاهد مواجهة بين فريقين في المراكز الأخيرة من الجدول لتكون نتيجتها الطبيعية التعادل السلبي من دون أهداف.
صفقات تشيلسي بعضها تواجد على الدكة وشارك كبديل مثل ميخايلو مودريك، بينما غاب جواو فيليكس بسبب الإيقاف، وأما ليفربول فيبدو أنه لم يتعلم من خطأ دراوين نونيز بضم النسخة الهولندية منه..
غياب روح أنفيلد
بالعودة إلى الأشهر الأولى من مسيرة يورجن كلوب سنرى أن الفريق لم يكن خارقًا من الناحية الفنية مثلما حدث بعدها بفترة، ولكن الأجواء كانت كلمة السر.
الألماني جاء بحماسه وشغفه ليجعل من أنفيلد أحد أسوأ كوابيس المنافسين، وقام ببناء فريقه بالتوازي مع روح الأنفيلد التي تُحفز كل لاعب على بذل أقصى ما عنده.
اليوم، وفي قمة بحجم مباراة تشيلسي، جماهير أنفيلد حضرت بأجسادها فقط لمتابعة اللقاء، وحتى في اللقطات الخطيرة لم تكن بنفس الحماس المعتاد.
Me watching Liverpool vs Chelsea pic.twitter.com/lE3s46fhNQ
— Troll Football (@TrollFootball) January 21, 2023
لا يمكن إلقاء اللوم على الجماهير، لأنها تحملت كوارث وصدمات وعدم وضوح رؤية على مدار الأشهر الماضية، لذلك المشكلة هي أن الفريق لم يعد يعطي الجمهور الأسباب الكافية لإشعال أنفيلد.
صحيح أن الفريق يعاني من إصابات وغيابات، لكن ليفربول اعتاد السنوات الماضية على اكتساح الخصوم حتى ولو لعب بالفريق الثاني بالكامل.
هل تعب كلوب من الفشل؟ خسارة الدوري أكثر من مرة من مانشستر سيتي في الجولات الأخيرة ربما أرهقت الألماني وجعلته ييأس من المحاولة لأن النتيجة في أغلب الأوقات واحدة.
التغيير مطلوب، وربما يجب تحمل الوضع الحالي حتى نهاية الموسم عندما يتم بيع النادي لإحداث طفرة جديدة تعيد الريدز إلى مكانتهم السابقة.
من هذا اللاعب؟
تشيلسي قام بالعديد من الصفقات خلال الميركاتو الشتوي الحالي، أبرزها نوني مادويكي وجواو فيليكس وميخايلو مودريك، ولكنه أهمل خط الوسط، لنرى اللاعب الشاب لويس هول.
صاحب الـ18 سنة لا يجيد أي شيء، لا يمرر ولا يراوغ ولا يقطع الكرة ولا يستطيع التمركز في الأماكن الصحيحة، ليكون قنبلة موقوتة أنقذها عجز وسط ليفربول وخط هجومه.
لويس هول يعتبر من أهم عناصر فريق الشباب في تشيلسي، ولكن يبدو أنه من المبكر الاعتماد عليه كأساسي في مثل هذه المباريات الصعبة.
Liverpool v Chelsea really fell off 📉 pic.twitter.com/KNTMO2nOAH
— GOAL (@goal) January 21, 2023
البلوز ارتبطوا بمويسيس كايسيدو لاعب وسط برايتون، وتقدموا بعرض قيمته 55 مليون جنيه استرليني وهي القيمة التي رفضتها إدارة النادي الإنجليزي.
يجب على تود بولي تركيز كامل جهوده قبل إغلاق الميركاتو الشتوي، على ضم لاعب وسط جديد بسبب الإصابات المستمرة لنجولو كانتي وماتيو كوفاتشيتش حتى لا تشاهد الجماهير لويس هول أكثر من ذلك.
ووسط كل هذه الصفقات، سنجد أن حكيم زياش اليوم كان العنصر الأفضل في تشيلسي والأكثر خطورة بالفريق، حيث صنع فرصة محققة لمودريك وكان على وشك تسجيل أحد أجمل أهداف الموسم بعد مراوغة أكثر من لاعب، ومع ذلك يعتبر المغربي أحد أقرب المرشحين لمغادرة ستامفورد بريدج، فهل تكون مواجهة اليوم نقطة تحول لتغيير خطط الانتقالات لدى جراهام بوتر وبولي على كل الأصعدة؟
"تروماي" ليفربول
تخيل أن تكون مشجعًا للريدز وعانيت على مدار الفترة الماضية من داروين نونيز وتحاول التعافي من الصفقة التي أبرمها ناديك من بنفيكا بـ80 مليون يورو، لتجد نفس النادي يجلب نسخة جديدة منه بالتعاقد مع كودي جاكبو.
الهولندي أرقامه مرعبة مع آيندهوفن، حيث سجل هذا الموسم 9 أهداف ولعب 12 تمريرة حاسمة، لكن الدوري الهولندي ليس مثل الإنجليزي، الإيقاع مختلف والسرعة لا يمكن لأي لاعب تحملها.
جاكبو كان أحد أسوأ اللاعبين في الملعب، وظهر في حالة من الارتباك وأضاع العديد من الفرص السهلة وفشل في الربط بين صلاح وهارفي إليوت بسبب قراراته البطيئة في أماكن الخطورة.
هل أضاع ليفربول 42 مليون يورو على نجم هولندا في كأس العالم؟ أم المشكلة في مركزه الحالي كمهاجم صريح بدلًا من جناح أيسر مثلما كان يلعب مع آيندهوفن؟ الأيام وحدها ستثبت الحقيقة ولكن البداية لا تبشر بالخير حتى الآن.
ربما محمد صلاح هو النقطة المضيئة الوحيدة في هجوم ليفربول بل بالفريق بشكل عام، ولكن يبدو أن قراره بالاستمرار مع الريدز كان التضحية التي قد يندم عليها قريبًا!