لا تعجب أحد ولكن .. الـVAR ظالم أم مظلوم؟

Orsato VAR check Juventus Torino 5122020
Getty Images
تواجه تقنية حكم الفيديو المساعد انتقادات شديدة من الجميع

أعتُقد أن مع بدء استخدام والاستعانة بـ "حكم الفيديو المساعد" أو ما يُعرف بـ VAR في كرة القدم سينتهي الجدل، لكن العكس هو ما حدث؛ فالجدل ازداد مع مرور السنوات وبلغ مداه هذا الموسم مع قرارت خاطئة بوجوده قد تُكلف آرسنال مثلًا لقب الدوري الإنجليزي الغائب منذ سنوات.

آرسنال المُبتلى بقرارات الحكام والـ VAR

تمني جماهير آرسنال نفسها هذا الموسم وتحلم كثيرًا بعودة لقب الدوري الإنجليزي الغائب عنها منذ تتويجهم به موسم 2003-04 أو ما يعرف بدوري اللاهزيمة بفوزهم به دون خسارة أي مباراة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

أمنية ما زالت قائمة ففريقهم يتصدر جدول الترتيب برصيد 54 نقطة بعد الجولة 24 بفارق نقطتين عن حامل اللقب مانشستر سيتي، وقد لعب آرسنال لقاءً أقل.

كان بإمكان المدفعجية زيادة الفارق لكنهم أضاعوا 8 نقاط آخر 4 مباريات بينهم نقطتين ربما كان يمكن تفاديهما لو كان حكم الفيديو في كامل لياقته الذهنية.

تعادل آرسنال مع برينتفورد بهدف لكل منهما؛ تعادل أثار حفيظة المدفعجية لأن هدف التعادل لبرينتفورد الذي سجله إيفان توني كان يجب أن يُلغي؛ الكلام لم يردده إستوديو تحليلي بل لجنة الحكام في الاتحاد الإنجليزي التي اعتبرت ما حدث في تلك المباراة ومباراة برايتون وكريستال بالاس "خطأ بشري".

ما حدث من "خطأ بشري" أدى لرحيل لي ماسون مساعد الفيديو عن اللجنة بعدما نسي أن يرسم الخطوط التي توضع للتأكد من التسلل وصحة الهدف من عدمه!

ربما آرسنال مُبتلى بالأخطاء التحكيمية؛ فأكبر خيبة في تاريخ النادي اللندني هو نهائي دوري أبطال أوروبا 2006 الذي خسروه من برشلونة 2-1.

مدرب الفريق وقتها الفرنسي أرسين فينجر، والذي يشغل منصب رئيس لجنة التطوير في الاتحاد الدولي لكرة القدم حاليًا، يُعيد مرارًا وتكرارًا أن وجود تقنية الفيديو في تلك المباراة كانت ربما ستغير نهايتها لأنه يرى هدف صامويل إيتو كان من تسلل واضح.

الخطأ موجود بوجود العامل البشري

استخدم الفيديو في مساعدة الحكم لكن آرسنال وغيره من الفرق ظُلمت قبل وبعد والجماهير تشتكي وتستمر شكوتها.

هل يقضي الاستعانة بالفيديو على الأخطاء في كرة القدم؟ بوضوح لا لأن القرار في النهاية في يد الحكام وطالما كان العامل البشري موجودًا فالأخطاء واردة.

التأكد من صحة الهدف أو احتساب ركلة جزاء أو استحقاق اللاعب لبطاقة حمراء كلها حالات يتدخل فيها الفيديو لكنه تدخل "مُساعد" للحكم الذي بيده القرار النهائي في احتساب القرار.

كون القرار في يد الحكام هو ما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يُطلق تقنيته الجديدة "التسلل شبه الآلي" هو الكشف عن التسلل من خلال كرة بها مستشعرات ومرتبطة بالكاميرات في الملعب وقد طُبقت هذه الفكرة في مونديال قطر 2022.

يقول بييرلويديجي كولينا الحكم الإيطالي الشهير الذي يشغل حاليًا رئيس لجنة الحكام في فيفا: "الحكام والحكام المساعدين لا يزالون يتحملون مسؤولية اتخاذ القرار على أرض الملعب. لكن التقنية تدعمهم لاتخاذ قرارات أكثر دقة وأكثر سرعة لا سيما إذا كانت حالة التسلل صعبة للغاية".

الدقة التي لا يحبها الجمهور

إن كان حكم الفيديو المساعد يثير الجدل بعدم دقته فالدقة هي الأخرى تُنتقد. تقنية خط المرمى التي لا دخل للبشر بها بل تُرسل إشارة لساعة يرتديها الحكم بعبور الكرة المرمى بكامل محيطها أم لا دائمًا تثير حنق الجماهير.

في 2019 لم يُحتسب هدف لليفربول أمام غريمه على اللقب مانشستر سيتي لأن الكرة التي أنقذها جون ستونز لم يعبر منها 11مم خط المرمى.

تقنية مملة يشكو منها الجمهور لأنها تفسد متعة كرة القدم بسبب بضعة مليمترات!

الشكوى عامة

الأزمة ليست داخل إنجلترا فقط بل في كل مكان يُطبق فيه الـVAR؛ ففي كأس العالم الماضية كان الجدل حول هدف اليابان الثاني في شباك إسبانيا بدور المجموعات وهل تجاوزت الكرة الملعب قبل رفعها أم لا مع إعادات وتبريرات بصور وفيديوهات من قبل فيفا حول صحة الهدف.

في ألمانيا مثلًا مع بداية التطبيق كان العامل البشري هو المتهم قبل التقنية؛ عام 2017 أُقيل الحكم السابق هيماوت كروج من منصبه رئيسًا للجنة تقنية الفيديو بعد عدد من الاتهامات بمحاباته فريق شالكه.

لكن التقنية أنقذت حكام ألمانيا موسم 2018-19 من 40 خطأ كانوا سيرتكبونه لولا وجود التقنية.

في إيطاليا وإسبانيا الوضع يبدو مختلفًا؛ فكل قرار في إسبانيا سيكون محاباة لريال مدريد أو برشلونة سواء كان صحيحًا أم خطأ، وهو أمر ينطبق تمامًا على فرق الكالتشيو المتناحرة فلو كان إنتر في الصدارة فالحكام يحابونه والأمر نفسه مع يوفنتوس سواء كان الفريق في حاجة لهذا الإنقاذ أم لا، لا يهم فالكل دائمًا متهمًا مع تاريخ طويل يُعاد سرده لتأكيد الشكوك.

ستظل التقنية دائمًا متهمة طالما تدخل فيها العامل البشري أم لا، والأخرى التي لا تخضع للبشر ستظل مملة وتقتل متعة كرة القدم؛ وبين هذا وذاك لن يتفق الجمهور وربما هذه النقطة هي المتعة الحقيقية لكرة القدم باختلاف الآراء.

إغلاق