كأس عالم بلا سياسة؟ المجموعة B تخالفك الرأي يا إنفانتينو!

التعليقات (0)
USA Iran England World Cup Group B
Pressbox/social
مجموعة متشابكة رياضياً وسياسياً

“كم ستدفع مقابل إجابتي؟ هل تشاهد ما تفعله بلدك مع اللاجئين؟ أنتم تثنون الركبة، البعض يوافق على ذلك والبعض لا، كم ستدفع شركتك لإجابتي؟ عد بعد كأس العالم بعرضك".

لا، هذا ليس تصريحاً من قمة العشرين الحالية، أو لزعيم سياسي بقمة المناخ، ولكن مدرب إيران كارلوس كيروش رداً على الصحفي الإنجليزي في "سكاي" روب هاريس بالمؤتمر الصحفي قبل أربعة أيام من مباراة البلدين لحساب المجموعة الثانية لكأس العالم.

منذ إقامة قرعة مونديال 2022 والجميع أطلق على المجموعة الثانية مسمى "مجموعة السياسة"، تعودنا على مجموعة الموت بالنسخ الماضية، ولكن هذه المرة نحن بحضرة أربعة فرق تخلط عالمي الرياضة والسياسة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

قد يكون جياني إنفانتينو، رئيس فيفا، يأمل في كأس عالم بلا سياسة في ظل كل المعطيات المحيطة بمونديال قطر، ولكن تلك المجموعة بالتحديد تأتي لتتحدى الاتحاد الدولي ورئيسه!

إنجلترا وويلز .. مملكة واحدة وعلمين مختلفين

منذ القرن الحادي عشر وتخضع الأراضي الويلزية للحكم الإنجليزي، ولكن وفاة الملكة إليزابيث الأولى جعلت إنجلترا تصنف ويلز كبلد منفصل، ومواطنيها لا يعدون إنجليز كما كان العرف سابقاً.

قد يكون البلدان مجتمعان تحت التاج البريطاني، وحكم الملك تشارلز الثالث حالياً، ولكن بين الشعبين ما صنع الحداد، إذ يتفاخر الإنجليز بأن ويلز هي أولى مستعمراتهم، ولكن شعب تلك المستعرة تمسك بثقافته السلتية، ويتمتع بهويته الخاصة، بل وحتى لغة!

"في ويلز، الرجبي يعتبر ديانة، وإنجلترا هي الشيطان الذي يجب طرده"، بتلك المقولة يلخص "جيمي ويكس" في "فايس" العلاقة الرياضية بين البلدين الجارين، نحن شرحنا بإيجاز العلاقة التاريخية، ولكن رياضياً يجب أن نتعمق أكثر من كلمات أمير ويلز ويليام الذي شجع إنجلترا وبرر الموقف في لقاء البلدين!

البلدان يتقابلان بشكل سنوي تقريباً في الرجبي التي تعد الرياضة الأكثر شعبية في ويلز، وشعبيتها ليست بالقليلة أيضاً في إنجلترا، وديربي بريطاني من شأنه إشعال المباراة وإعطائهاً بعداً إضافياً على ما تملكه بالفعل على إثر العلاقات التاريخية.

ولكن قبل الرجبي، البلدان كانا يلعبان بشكل سنوي حتى العام 1984 في بطولة تحتفي بإحياء ذكرى الحرب العالمية، وكانت المباراة بينهما مشتعلة دوماً، خصوصاً أن ويلز لم تكن تشارك بالبطولات الكبرى، ولكن ذلك تغير مع عودتها للساحة في يورو 2016، والقرعة وضعتها بالذات ضد إنجلترا.

"لا يوجد لاعب إنجليزي يستحق التواجد في تشكيل ويلز"، تلك كانت كلمات جاريث بيل قبل موقعة الفريقين في لانس، مباراة افتتح فيها بيل نفسه التسجيل ليشعل المدرجات التي كانت مشتعلة أساساً بالمناوشات والاشتباكات بين مجموعتي المشجعين، ولكن هدفي جيمي فاردي، والأهم دانييل ستوريدج بالدقيقة الأخيرة، قلبا الطاولة لمصلحة الإنجليز مرة أخرى ضد الجارة الأصغر.

إيران وأمريكا .. الورود لتجنب غضب خامنئي!

USA IRAN WORLD CUP 1998

إذا لم تكن ملماً بالسياسة وأحداث السفارة الأمريكية في طهران في 1979، بالتأكيد شاهدت "Argo"، الفيلم الحائز على الأوسكار الذي وصف القصة المثيرة لهرب أعضاء السفارة من إيران والعودة لبلادهم، أحداث كتبت فصلاً مستمراً حتى الآن في العلاقات الأمريكية الإيرانية.

تطورات عدة مرات في تلك العلاقة بين البلدين، مفاوضات نووية واتفاقية هشة يعيش على وقعها العالم هي آخر المستجدات بين البلدين، ولكن في 1998 جاء المونديال وكتب فصلاً "رياضياً" في تلك العلاقة.

وقع البلدان معاً في مجموعة واحدة بمونديال فرنسا، وكانت مباراة البلدين تحصيل حاصل بالجولة الثالثة عقب ضمان ألمانيا ويوغوسلافيا العبور، ولكن الأجواء كانت ساخنة والجميع بدأ يحضر نفسه لمعركة في ليون.

قانون فيفا ينص أن الفريق أ ينتظر فريق ب قبل المباراة ليلقي عليه التحية، أي بحسب القرعة لاعبو إيران سيتحركون نحو نظرائهم من أمريكا، الأمر الذي لم يعجب علي خامنئي، القائد الأعلى للبلاد، وحذر لاعبيه من مغبات فعل ذلك، ليتدخل مهرداد مسعودي، مسؤول إيراني إعلامي في فيفا ويقنع الأمريكان بعكس البروتوكول، وهو ما وافق عليه أبناء العم سام حقناً للمشاكل!

ليس فقط مصافحة، ولكن أيضاً تبادل للورود، تلك كانت اللقطات التي شاهدها العالم قبل المباراة ولم يصدقها: "في 90 دقيقة قمنا بما فشل فيه الساسة لعشرين عاماً"، هكذا علق لاعب أمريكا جيف أجوس عقب خسارة بلاده بهدفين لواحد، هزيمة رياضياً لم يكن لها أثرها الكبير، ولكن في طهران بحسب مسعودي، خرج الآلاف للشوارع للاحتفال، ومهدت لودية ثانية أُقيمت في الولايات المتحدة بعد سنتين تقريباً، وعلاقات على الأقل "رياضية" طبيعية بين الشعبين.

الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حلفاء سياسياً وعداوة كروية سببها فضيحة!

تعود العلاقات بين بريطانيا وأمريكا للقرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الحين والبلدان حليفان على جميع الأصعدة، ولكن رياضياً مباراة في مونديال 1950 صنعت عداوة من نوع خاص.

دخلت إنجلترا مونديال البرازيل كأبرز المرشحين للقب، ووضعتها القرعة بجوار فريق من الهواة من الولايات المتحدة، وإسبانيا، وتشيلي، ولكن إنجلترا خرجت من الدور الأول والسبب أمريكا!

كان الفريق الأمريكي مكون من لاعبين يلعبون بالمباراة وليسوا محترفين، مدرس، غاسل صحون، قائد أوركسترا، وساعي، تلك كانت وظائف أبرز لاعبي الفريق، بل تم إضافة ثلاثة لاعبين لا يحملون الجنسية الأمريكية من الأساس لإكمال العدد القانوني للفريق، ومنهم الهاييتي جوي جايتنس الذي سجل هدف الانتصار الوحيد.

تقول أسطورة شهيرة أن صحف بريطانيا لم تصدق الخبر عندما وصلتهم الأنباء بأن أمريكا فازت 1-0 وظنوا أن هناك خطأ والنتيجة 10-1، ولكن تلك القصة تم دحضها، ولكن تبقى العلاقة كروياً بين البلدين متوترة للإنجليز في كأس العالم بالتحديد.

في 1994 استضافت الولايات المتحدة المونديال، وفشل الإنجليز بالتأهل من الأساس، ثم في 2010 تقابلا بافتتاحية المجموعة وتعادلاً 1-1، المباراة التي كتبت نهاية الحارس روبرت جرين.

إغلاق