طرد العبود والبيشي والشمراني .. هل يتحول قرار سانتو إلى خطأ الشاطر الذي بألف؟

Ittihad SPL 2023-2024Goal AR

لا يستطيع أحد أن يُنكر أهمية الالتزام وضبط الفريق وغرفة الملابس لتحقيق الإنجازات في كرة القدم، لا يُمكن لأحد أن يُشكك في أهمية امتلاك المدرب لشخصية قوية وصارمة وقادرة على وضع الحدود وضبط ردود الفعل لدى اللاعبين، ولكن لا يستطيع أحد أن يُنكر كذلك أهمية الاحتواء أحيانًا والتجاوز والغفران وضرورة البُعد عن القرارات الانفعالية ومنح فرص أخرى خاصة لو كان عكس ذلك يضر مصالح الفريق.

نونو سانتو المدير الفني للاتحاد أصر دون أي تراجع أو استسلام على طرد الثلاثي، حمدان الشمراني وعبد الرحمن العبود وعبد العزيز البيشي، من الفريق الموسم القادم، ورغم كل التدخلات ومحاولات التوسط من الإدارة الاتحادية إلا أنه رفض تمامًا استمرارهم نظرًا لعدم انضباطهم والتزامهم خلال الموسم الماضي.

كل الاحترام لقرارات سانتو الانضباطية والتي دون شك ساهمت في الفوز بالدوري السعودي 2022-2023، لكن طرد هذا الثلاثي قد يكون خطأ الشاطر الذي بألف للمدرب البرتغالي، لأنه هكذا سيضر بمصالح العميد بشكل مباشر وواضح.

الاتحاد فريق بالأساس لا يمتلك دكة بدلاء قوية، ولولا غياب الإصابات الطويلة عنه الموسم الماضي لما استطاع أبدًا أن يُواصل بنفس القوة حتى نهاية السباق مع النصر، والجميع أكد على ضرورة تغذية الدكة هذا الصيف بعدد من اللاعبين المحليين بجانب دعم التشكيل الأساسي بالنجوم الأجانب.

العبود والشمراني والبيشي قد لا يمتلكون الجودة للتواجد في التشكيل الأساسي للعميد لكنهم بالتأكيد عناصر جيدة جدًا ومفيدة تمامًا على دكة البدلاء، وقد ظهر ذلك خلال الموسمين الأخيرين.

طردهم من الاتحاد هذا الصيف سيزيد من العبء على الإدارة لضم بدلاء لهم بجانب الحاجة الأساسية لدعم الدكة، فالعملاق الجداوي بحاجة على الأقل لـ3-4 لاعبين محليين بجانب الأجانب ليستطيع سانتو تطبيق المداورة حتى لا يخسر النجوم بدنيًا في المراحل الحاسمة من الموسم، خاصة أن الاتحاد سيلعب في 2023-2024 في البطولات المحلية السعودية بجانب دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية والبطولة العربية مما سيزيد من الحمل الفني والبدني على اللاعبين وسيُقلل من فترات الراحة.

التاريخ يزدحم بالقرارات "العنترية" التي أضرت بالفرق ومصالحه ولم تجلب إلا الآثار السلبية، ربما آخرها إصرار باريس سان جيرمان على عدم بيع كيليان مبابي لريال مدريد الصيف الماضي، ولذا يجب أخذ العبر والدروس ومحاولة التراجع خطوة للخلف والرضوخ للمصلحة العامة.

سانتو عاقب الثلاثي بما فيه الكفاية الموسم الماضي، وكان يُمكن عقد جلسة حاسمة معهم بحضور الإدارة والوصول إلى حل وسط ومنحهم فرصة أخيرة حتى انتقالات يناير القادم، لأن الحفاظ على الثلاثي أمر حيوي للاتحاد ومنافسته في الموسم الجديد.

الإدارة نجحت في التخلص من البيشي بإعارته إلى ضمك، والشمراني في طريقه لفريق جديد، لكن المعضلة تبقى في العبود المطلوب في الكبار لكن الاتحاد يرفض تمامًا التفريط به لفريق منافس ويرفض كذلك مخالصته ماليًا دون أي استفادة .. تلك معضلة جديدة!

وما يجعل أبعاد القرار أكثر سوءًا صعوبة التعاقد مع لاعبين محليين هذا الصيف لتمسك جميع الأندية بنجومها أملًا في المنافسة على شيء ما الموسم القادم، فالاتحاد حاول ضم أكثر من لاعب ولم ينجح ولذا الأفضل أن يُحافظ على قوامه ويدعمه بالمتاح من اللاعبين لا أن يُقلل من جودة دكة البدلاء بالتخلي عن لاعبين أظهروا قدراتهم سابقًا مثل العبود والبيشي والشمراني.