ضحية جوارديولا أم أثبت فشله؟ أيام الشهد والدموع لإرلينج هالاند في مانشستر سيتي!

Haaland Guardiola Manchester City 2022
Getty
أسئلة كثيرة ترتبط باسم إيرلنج هالاند واتهامات أكثر بعدم إفادته للفريق

"الأمر لا يتعلق دومًا بالأهداف، بل بما يمكنك تقديمه للفريق" هكذا وصف الفرنسي تيري هنري هداف أرسنال التاريخي ما يقوم به النرويجي إرلينج هالاند مهاجم مانشستر سيتي والإنجليزي هاري كين مهاجم توتنهام.

لا يبدو مهاجم أرسنال الأسبق مقتنعًا بما يقدمه هالاند مع السيتي رغم تسجيل المهاجم النرويجي لـ 26 هدفًا حتى الآن في موسمه الأول بالدوري الإنجليزي الذي يتصدر ترتيبه هدافيه الآن بفارق 8 أهداف عن كين.

برزت موهبة هالاند التهديفية وتفجرت مع سالزبورج خاصة في دوري الأبطال فخطفه بوروسيا دورتموند ومعه واصل التهديف لينتقل بعد سنة ونصف لمانشستر سيتي الصيف الماضي.

ماكينة الهداف لم تتوقف في إنجلترا بالنسبة لهالاند لكنه لا يبدو مُقنعًا للاعب كبير مثل تيري؛ فلماذا؟

الفريق الأهم

يعتقد هنري، المتوج بكأس العالم مع بلاده 1998، أن إرلينج بحاجة للتكيف مع فريقه وزملائه؛ ففي الوقت الذي لا تصل إليه الكرة يعجز عن التصرف، وأن مكمن قوته الأساسي داخل منطقة الجزاء. كما يرى تيري أن هالاند عليه التكيف مع أسلوب زملائه والتحرك حسبما سيمرر له زميله.

مُبرر هنري الذي يرتكن إليه هو غياب إرلينج عن المواجهات الكبرى إن أحكمت الفرق سيطرتها على إيصال الكرة إليه ومنعها عنه.

بل يرى أن غزارة الهداف ليست دائمًا في صالح اللاعب؛ فآلان شيرار هو الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي لكنه لم يتوج باللقب سوى مرة وحيدة مع بلاكبرن روفرز وهو ما يتكرر مع هاري كين هداف توتنهام التاريخي الذي لم يتوج معهم باللقب.

هل تيري هنري مُحقًا بشأن هالاند؟

سجل هالاند حتى الآن 32 هدفًا خلال 31 مباراة لعبها مع فريقه بينهم 26 هدفًا بالدوري كما صنع لزملائه 4 أهداف.

فشل هالاند في التسجيل خلال 8 مباريات من أصل 23 مباراة لعبها مع فريقه في الدوري أمام "بورنموث، ليفربول، برينتفورد، تشيلسي، مانشستر يونايتد، توتنهام، أستون فيلا، نوتنجهام فورست".

سجل هالاند هاتريك في شباك مانشستر يونايتد خلال ديربي المدينة الذي حسمه السيتي في الدور الأول 6-3، مرحلة شك كان يمر بها مانشستر يونايتد لكنه بعدما بات يسير بثبات فشل هالاند في التسجيل في شباكه في الدور الثاني وخسروا 2-1 لقاء لم يكن في صالح فريقه الذي يحتل وصافة الترتيب برصيد 52 نقطة بفارق نقطتين عن المتصدر أرسنال الذي لعب لقاء أقل و3 نقاط عن مانشستر يونايتد ثالث الترتيب والذي يقترب منه رويدًا رويدًا.

صحيح هالاند لم يسجل ضد مانشستر وفي لقاء ليفربول الذي خسره فريقه بهدف وبذات النتيجة من توتنهام لكنه سجل في الفوز على أرسنال 3-1.

أكثر ما يمكننا ملاحظته أن هالاند انخفض معدله التهديفي بعد استئناف المباريات عقب كأس العالم البطولة التي لم يشارك فيها منتخب بلاده النرويج وكان في عطلة خلالها! سجل هالاند فقط 8 أهداف في خمس مباريات من 10 لعبها بعد كأس العالم.

يبدو تيري مُحقًا في نقطة فهالاند لم يسجل في أي من مباريات السيتي الستة التي خسرها طوال الموسم ويبدو وكأنه يغيب عنها.

أما أمام مستضيفهم لايبزيج الألماني في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا كان الوضع مشابهًا في تعادل الفريقين 1-1.

غاب هالاند ولم يسجل بل لم يسدد سوى تسديدة وحيدة خارج المرمى ولمس الكرة فقط 22 مرة طوال 90 دقيقة.

هل يُظلم هالاند بأهدافه؟

أسئلة كثيرة ترتبط بهالاند دائمًا؛ لكن من المهم أن نعود فيها إلى أنه ما زال في الثانية والعشرين فقط من عمره ومازال أمامه الكثير ليقدمه في الكرة أو مع السيتي ويتطور أسلوبه وطريقة لعبه.

ربما نجاعته التهديفية هي من ظلمته وجعلته مطالبًا بالتهديف كل مباراة وإن لم يفعل فسيكون الصفقة الفاشلة التي لم يربح منها السيتي.

السؤال الأخير هل كان بإمكان السيتي التعاقد مع مهاجم أفضل من هالاند؟ الإجابة غير مؤكدة، فبيب جوارديولا يعرف جيدًا ما يحتاجه فريقه وكيفية توظيف لاعبيه ومن يطلب التعاقد معه يلبي النادي احتياجاته ويتعاقد معه.

قد يكون هناك من هو أفضل من هالاند، لكن معظم الأندية كانت تتهافت عليه الصيف الماضي وبعضهم لأجندات وأولويات خاصة كريال مدريد الذي كان يركض خلف كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان ربما فوتوا لذلك فرصة ضم إرلينج.

ستظل الانتقادات تطال هالاند الذي يلعب موسمه الأول في إنجلترا، ووحده جوارديولا القادر على إسكاتها أو إشعالها بوضعية فريقه وإيجاد أفضل طريقة ممكنة لاستمرار ماكينة إيرلنج في الدوران بكل المباريات.

إغلاق