بيكيه .. إما أن تموت بطلاً أو تعيش طويلًا حتي تصبح الشرير!
"أما أن تموت بطلاّ، أو تعيش كفاية حتي تصبح الشرير" هذا ما قاله الممثل الأمريكي آرون إيكهارت أثناء تقمصه لشخصية "هيرفي دينت" في مشهد من رائعة كريستوفر نولان "ذا دارك نايت" عام 2008 موجهًا كلامه لكريستيان بيل الذي كان يمثل شخصية بروس واين أو باتمان.
ما دخل بيكيه بتلك القصة؟ ولماذا نبدأ حديثنا عن بيكيه والاعتزال بعبارة من فيلم مر على صدوره حوالي 14 عامًا؟ عندما كان وقتها بيكيه في بداية مسيرته الكروية ويستطلع إمكانية العودة إلى برشلونة.
في الواقع فالتداخل بين السينما والواقع هو أمر نعيشه كل يوم في حياتنا الشخصية، وبما أن كرة القدم أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة أغلبنا، فمن البديهي أن يكون هناك بعض التداخل بينها وبين الشاشة الفضية.
اعتزال بيكيه
خرج علينا جيرارد بيكيه يوم الخميس بمقطع فيديو أكد خلاله أنه اتخذ قراره بالفعل وقرر أن يعتزل كرة القدم بشكل نهائي وأن المباراة ضد ألميريا هي الأخيرة له في ملعب كامب نو.
بيكيه لم ينتظر حتى إلى نهاية الموسم، وقرر أن تتوقف رحلته هنا بعد سنوات من العطاء لن ينكرها إلا جاحد أو حاقد.
ورغم أن القرار كان صاعقًا إلا أنه لاقى بعض الترحيب من فئة كبيرة من جماهير النادي الكتالوني، في ظل الحالة التي يعيشها النادي ماديًا وفنيًا.
وانقسم عالم مشجعي برشلونة إلى قسمين، قسم يحتفل باعتزال بيكيه وانتهاء عصر تواجده مع برشلونة وآخر حزين على رحيل لاعب آخر من الجيل الذهبي.
بيكيه البطل!
في وجهة نظر البعض فبيكيه قد رحل في الوقت المناسب، بعد سنوات عديدة من العطاء، ونفذ وعده الذي أطلقه قبل عامين بعد الهزيمة التاريخية ضد بايرن ميونخ بثمانية أهداف.
بيكيه قال وقتها: "لو قالوا لي إن المشكلة في تواجدي سأرحل صباح الغد لو أرادوا ذلك".
صحيح أن بيكيه لم يكن في أفضل أحواله في كل مرة شارك هذا الموسم تحت قيادة تشافي هيرنانديز، لكن ماذا عما سبق ذلك؟
النجم الإسباني الكبير كان أحد أهم وأبرز عناصر دفاع النادي الكتالوني لسنوات، وبالتحديد في آخر عامين مع غياب التدعيمات الحقيقية للدفاع وعدم وجود من يستطيع النادي الاعتماد عليهم.
البعض قد يجادل حتى أن بيكيه كان أفضل مدافع في برشلونة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وبل ويمكنهم ربح ذلك الجدال إذا ما وضعنا في اعتبارنا الشكل الذي كان عليه النادي في فترات غيابه للإصابة.
ليس هذا فحسب، فبيكيه كما أوضح تشافي تنازل عن جزء كبير للغاية من راتبه من قبل وبرحيله الآن يتنازل عن القادم ويوفر على برشلونة الكثير.
لذلك سيبقى بيكيه دائمًا هو البطل في أعين عدد لا بأس به من الجماهير، رغم أي شيء وكل شيء.
بيكيه الشرير
وجهة النظر الأخرى تتبنى فكرة أن بيكيه كان عليه أن يرحل قبل سنوات لو أراد الحفاظ على أسطورته كما فعل تشافي وإنييستا وغيرهم من النجوم الكبار.
قد ترى في تلك وجهة النظر بعض المنطق، بالنظر لما عاناه النجم الكبير خلال السنوات الماضية من ضغوطات وتراجع نسبي في المستوى.
وجهة النظر تلك مدعومة ببعض البغض تجاه المدافع بعد الأنباء التي تحدثت عن كونه أحد الأسباب التي جعلت ليونيل ميسي يرحل عن برشلونة.
هذا بالإضافة إلى الراتب الكبير للغاية الذي يحصل عليه اللاعب مع النادي الكتالوني والذي يقدره البعض أنه يساوي راتب ثلاثة من النجوم الجدد وحده.
يحق بالتأكيد لأي شخص تبني وجهة النظر تلك، بالأخص عندما يكون النادي في كل تلك الظروف المالية والاقتصادية، ورغم تنازل بيكيه عن جزء من راتبه.
بيت القصيد
سيبقى البعض مؤمنًا أن بيكيه أنهى مسيرته في برشلونة في الوقت المناسب، وسيبقى دومًا البطل في تلك الرواية التي سوف يتداولونها بينهم وبين أبنائهم وأحفادهم.
والبعض الآخر سيراه الشخص الذي تمسك بالمال والشهرة والبقاء في برشلونة حتى لو تسبب في مشاكل للفريق وسيكون الشرير في قصتهم إلى أبد الدهر.
وما بين ذلك وذاك، لا يمكننا أن ننكر ما حققه بيكيه ضمن الجيل الذهبي للنادي الكتالوني، الذي يبحث الآن عن صناعة جيل جديد بنفس التفاصيل بقيادة أحد نجوم الماضي تشافي هيرنانديز الذي يتفق الجميع على أنه كان الشخص الذي فضل الموت وهو بطل على أن يعيش بما فيه الكفاية ليكون الشرير في القصة.