التجربة الدنماركية! إعصار برينتفورد الاسكندنافي "الرقمي" يضرب إنجلترا

Brentford
Goal Ar
تجربة تستحق الاهتمام وتسليط الضوء عليها في الدوري الإنجليزي الممتاز

لا، لسنا هنا للحديث عن تجربة عادل إمام الشهيرة مع نيكول سابا، ولكن عن تجربة فريدة قرر رجل أعمال إنجليزي القيام بها في أحد أندية بلاده، وبالتزامن أيضاً في الدنمارك، والنتيجة نجاح ساحق في الجانبين.

منذ صعود برينتفورد للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي ونجح الفريق الملقب بالنحل في جذب الانتباه بسبب الجرأة الكبيرة التي يتمتع بها، والنتائج المميزة التي حققها بعد الصعود، وأبرزها انتصارات على كبار القوم مثل رباعية مانشستر يونايتد وثلاثية ليفربول الموسم الجاري.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

السر؟ ماتيو بينهام

في 2015، كتبت "جارديان" تقريراً عن الفريق الذي كان يصارع للبقاء في دوري الدرجة الأولى وقتها، وكيف أن "عالمه الشجاع الجديد" بدأ رحلة النجاح بالفعل، ولكن في الدنمارك!

العالم الشجاع الجديد بدايته كانت على يد رجل الأعمال ماتيو بينهام، الرجل الذي كون ثروة عبر العمل في مجال المصارف والمراهنات، ولكن قرر في 2012 دخول عالم الكرة من بوابة معشوقه برينتفورد، ولكن على طريقته الخاصة.

بينهام أراد بناء نادٍ على أسس علمية وحسابات، الأمر الذي في ذلك الوقت لم يكن مألوفاً كما هو الحال الآن، ولذا كان محط سخرية الجمهور والنقاد بسبب رغبته في تطبيق نظام الإحصائيات والتتبع لقياس قدرات ناديه ولاعبيه، الأمر الذي يشبه ما قام به بيلي بينز مع أوكلاند بعالم كرة القاعدة، التجربة التي خلدها براد بيت في "Moneyball".

لغة الأرقام أتت بالنتيجة مع برينتفورد رغم البدايات الصعبة، الفريق عين مديراً رياضياً مهمته توظيف تلك الأرقام لضم لاعبين يناسبون خطط الفريق، وتطويرهم ثم بيعهم بأسعار أعلى، كما استخدم شركة "E4talent" التي تقدم القياسات لمعرفة مدى تطور لاعبيه بقياس كل صغيرة وكبيرة تخصهم داخل وخارج الملعب، ليس فقط ذلك، بل يرسل رسائل للاعبين بين الشوطين بالتعليمات اللازمة لتطبيقها في الملعب!

الدنمارك كلمة السر

قرر بينهام في عام 2015، بعد شراء برينتفورد، أن يتوسع ودفع قرابة سبعة ملايين من أجل شراء ميتييلاند في الدنمارك، فريق صغير وليس من كبار القوم مثل بروندبي أو كوبنهاجن، والهدف أن يكون فرعاً خارجياً لبرينتفورد يساهم في تطوير مشروعه وأفكاره، وهنا يظهر اسم راسموس أنكرسن.

matthew benham Rasmus Ankersen

عين بينهام أنكرسن رئيساً للفريق الدنماركي، ولاحقاً استعان بخدماته مع فيل جيليس في برينتفورد بعد النجاح الكبير لأساليبه "الرقمية" في الدنمارك التي جعلت الفريق بطلاً للدوري في ثلاث مناسبات منذ وصوله، والكأس في مناسبتين، وأصبح ممثلًا دائمًا للبلاد في الكؤوس الأوروبية.

يلخص أنكرسن العلاقة مع بينهام والسبب في التفاهم الكبير بينهما بقصة اللقاء الأول بينهما: "سألته عن مدى إيمانه بعبور برينتفورد من الدرجة الثانية للأولى؟ قال لي إن هناك نسبة 42.3% وهنا عرفت أنني أتعامل مع رجل يفكر مع كرة القدم بشكل مختلف".

Rasmun Ankersen quotes embed only

مستعمرة دنماركية وخطط للتوسع عالمية

يملك برينتفورد حالياً بين صفوف ستة لاعبين من الدنمارك على رأسهم القائد كريستيان نورجارد، بالإضافة لجهاز فني بقيادة توماس فرانك ومساعده كلاوس نورجارد، ولا ننسى كريستيان إريكسن الذي لعب ستة أشهر الموسم الماضي ساعدته على استعادة مكانته في عالم الكرة بعد حادثة يورو 2020.

التواجد القوي في الفريق جعل البعض يلقبه بالمستعمرة الدنماركية في إنجلترا، على غرار وولفرهامبتون والبرتغال، ولكن عكس وولفز الذي لا يحظى بالشعبية هناك، أصبح لبرينتفورد شعبية كبرى في البلد الاسكندنافي، إذ منذ تولي فرانك المسؤولية واقترابه من الصعود قامت كبرى القنوات المحلية بإذاعة المباريات وتخصيص فقرات كاملة لتحليلها، بل وتم اعتباره من الأغنياء بعد أن علم الدنماركيون بمبلغ ال120 مليوناً الذي يتحصل عليه الفريق جراء الصعود للبريمييرليج!

شعبية برينتفورد في الدنمارك ليست كلها حب، صعوده المرتبط بصعود ميتييلاند جعل جمهور الكبار لا يحبه ولا يتمنى تواجده في البريمييرليج وسط الصفوة عقب أن نجح الصغير في كسر هيمنة أندية مثل بروندبي وكوبنهاجن التي استمرت لعقود.

ولكن خطط بينهام لا تتوقف عند الدنمارك، ففي 2013 استثمر في أيسلندا بتجربة مماثلة مع نادٍ يدعى UMF Selfoss من أجل تبادل الخبرات واللاعبين، كما اتجه جنوباً نحو إفريقيا وتحديداً أوغندا بالاستثمار في جولو يونايتد بإنشاء أكاديمية لتطوير المواهب وتطبيق نظام الإحصائيات الشهير.

ولكن رحيل أنكرسن في 2022 لمهمة إنقاذ ساوثامبتون، بالإضافة لتجربة جديدة في تركيا مع جوزتيبي، قد يعتقد البعض أنه سيترك أثراً كونه العقل المدبر، ولكن يبدو أن بينهام وضع أسس متينة لمشروعه لا تعتمد على رجل أو اسم واحد مهما كان دوره، وإن كان الحكم لا يزال مبكراً بعد أيام قليلة فقط من رحيله، ولكن الأكيد أن تجربة برينتفورد فريدة من نوعها وتستحق التحية والمتابعة.

إغلاق