عدو السيرك وقائد اللصوص .. "الرجل العادي" مينديليبار يهدد أسطورة "الاستثنائي" مورينيو

20230528 Mendilibar Mourinho
(C)Getty Images
من ظلمات الدرجة الثانية لأمجاد إشبيلية الأوروبية

عندما نتحدث عن مواجهة نهائي الدوري الأوروبي المرتقبة ليلة الأربعاء بين إشبيلية وروما، سنجد الفريق الإيطالي بقيادة الغني عن التعريف "الاستثنائي" جوزيه مورينيو، الرجل الذي لم يخسر من قبل أي نهائي أوروبي بلغه مع فريقه بمسيرته الأسطورية، بينما على الجانب الآخر سنجد اسماً قد يكون مجهولاً للكثيرين خوسيه لويس مينديليبار.

الرجل صاحب الاثنين وستين عاماً لا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بنظيره في نهائي بودابست، صفر من البطولات، مسيرة تتأرجح ما بين أندية الدرجة الثانية الإسبانية أو الهبوط لها مجدداً، وأفضل إنجازاته تحقيق لقب الدرجة الثانية الإسبانية مع بلد الوليد في 2007!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ولكن ما قام به مينديليبار مع إشبيلية منذ تعيينه في نهاية مارس خلفاً لخورخي سامباولي حوله من مجرد رجل عادي بالنظر لمسيرته التدريبية إلى رجل الساعة في إسبانيا والأندلس، بعد أن انتشل الفريق من مقاعد الهبوط وأعاده لصراع المراكز الأوروبية في أقل من شهرين، والأهم إيصاله لمكانته المعتادة في نهائي بطولته المحببة.

يعد المدرب الباسكي الذي يشجع أتلتيك بيلباو من المدرسة الكلاسيكية، وهنا يتشابه مع مورينيو في عديد الأمور، إذ لا يحب التكنولوجيا المبالغ بها التي اقتحمت مجال التدريب، إذ يصف مراكز التدريب الحالية "بالمطارات" لشدة تعقيدها، ويرفض الاعتماد على جهاز "الآيباد" في التدريبات، أو الأرقام والإحصائيات لتقييم لاعبيه.

يقول المدير الفني السابق لإيبار وليفانتي في مؤتمر لقاء يوفنتوس الفائت بنصف النهائي: "لا أطلب من اللاعبين القيام بالجذر التربيعي، ولكن أريد منهم القيام فقط بالطرح والجمع"، عبارة تلخص الكثير من فلسفته بالتعامل مع كرة القدم، وهو نفس الشخص الذي علق على فريقه الحالي قائلاً: "نحن أسهل فريق يمكن للخصم دراسته"، والسر في تلك العبارة الطريقة المباشرة التي يلعب بها.

طبق مينديليبار خطة 4-2-3-1، وأعاد إشبيلية للعب بأبسط الطرق دون تعقيدات، خط دفاع عالي، اعتماد على الأطراف وسرعة الأجنحة، وعرضيات لرأس الحربة يوسف النصيري، والمحصلة أن الفريق مباشرة استفاق وخسر فقط مباراتين من أصل 15 بين الدوري والدوري الأوروبي، ووصل إلى النهائي ويملك فرصة التواجد القاري مجدداً الموسم المقبل.

قد يبدو مدرب إشبيلية رجلاً عادياً ومملاً وليس مثيراً للجدل في تصريحاته مثل مورينيو، ولكنه بصراحته وملله في الأسابيع الأخيرة كشف عن وجه لا يختلف كثيراً عن البرتغالي، إذ وصف تقنية حكم الفيديو "بالسيرك" وأبدى اعتراضه عليها، كما وصف فريقه في الليجا بمجموعة من "اللصوص"!

قمة النهائي الأوروبي بين إشبيلية وروما تعد من أكثر المباريات المرتقبة كونها فرصة لإشبيلية أو لمورينيو من أجل تعزيز سجلهما القاري، ولكن قد تكون بداية ميلاد مدرب كان مجرد رحالة في بلاده قد يسطر اسمه بأحرف من ذهب ضد أحد عمالقة مجاله، وهو ما يمنح المباراة بعداً آخر يجعلها لا تقل إثارة عن نهائي إسطنبول.

إغلاق