في كرة القدم والاحتراف لا بأس أن يرى كل فريق وطرف مصلحته ويعمل من أجلها، لكن تلك المصلحة التي يحكمها بالفعل بعض القوانين يجب أن تحكمها عدة أخلاقيات أخرى.
فليست كل القوانين تستطيع أن تجبر الجميع على اتباع الأخلاقيات، بل أن بعضها يثير في عدة أطراف غرائز معينة تتحدى وتفكر في ثغرة يستطيعون من خلالها تجاوز القواعد، وهو ما يتم على الأغلب بطريقة غير أخلاقية.
البعض يجمد لاعب بعينه لأنه قرر ألا يلعب لهذا الفريق عقب انتهاء تعاقده، والبعض الآخر يقرر أن يتحرك في الخفاء لمنع صفقة عن نادي آخر.
كل ذلك نستعرضه فيما يلي في قائمة لأبرز الحالات الشبيهة التي شهدت تصرفات قد يتم تصنيفها على أنها غير أخلاقية من بعض الأندية في حق أندية أخرى، أو نجوم داخل وخارج الملعب أو حتى الجماهير.
كان نادي الشارقة قد أعلن عن ضم باكو ألكاثير من صفوف فياريال على سبيل الإعارة في 17 أغسطس الماضي قبل أن يتراجع عن اتفاقه مع الفريق الإسباني.
فياريال اضطر وقتها لأن يفسخ تعاقده مع اللاعب ليصبح لاعبًا حرًا وينضم للنادي الإماراتي من جديد بشكل مجاني هذه المرة.
ألبيرتو أكويلاني هو الحالة الأشبه بوضع جريزمان الحالي، حيث انضم لميلان على سبيل الإعارة بشرط شراء إجباري حال لعب 25 مباراة.
وبعد وصوله للمباراة رقم 23 تغيرت حياته في ميلان تمامًا وبقى حبيس مقاعد البدلاء حتى لا يتم تفعيل عقد الشراء الخاص به بشكل رسمي.
رغم أن القصة لم تُثبت بشكل رسمي حتى الآن، لكن تقارير عديدة تؤكد أن محمد كالون كان قريبًا للغاية من الانضمام للهلال قبل أن يتدخل الاتحاد ويبعده عن خصمه الأكبر.
بحسب ما ذكرت التقارير ويرى فريق الهلال، فنادي الاتحاد قام بتحريض اللاعب على عدم الانضمام بشكل نهائي للزعيم بعد أن وقع على عقود أولية.
محمد كالون .. الصفقة الأكثر جدلًا في صراع الهلال والاتحاد خارج الملعب
بحسب ما أكد اللاعب الهولندي نفسه فهو لم يكن يريد أن يرحل عن صفوف ريال مدريد، وقال أنه عانى من نشر الكثير من الكذبات عنه.
وقال: "لم أكن أريد الرحيل لكنهم أرادوا بيعي، كان هناك الكثير من الكذب حولي، في النهاية كان يجب أن اتخذ قرارًا لأنني أردت اللعب وتقديم نفسي للجميع".
على لسان هداف كأس الأمم الإفريقية في ٢٠١٠ قال جدو: "الزمالك أعلن التوقيع معي دون الاتفاق مع الاتحاد، وقاموا بإضافة تفاصيل لم نتفق عليها في التعاقد وادعوا حصولي على مبلغ مالي وذلك لم يحدث".
جدو انتهى به الأمر في الأهلي الذي دفع سبعة مليون جنيه لضمه من صفوف الاتحاد السكندري وقتها وصدر حكم ضد الزمالك في تلك القضية.
بعد وفاة اللاعب إيمليانو سالا رفض نادي كارديف سيتي أن يدفع سعر انتقال اللاعب لصفوفه من نادي نانت الفرنسي بالرغم من أن الصفقة كانت قد تمت.
في النهاية أصدرت محكمة التحكيم الرياضي أن يدفع النادي الإنجليزي الدفعة الأولى من رسوم انتقال اللاعب حيث كانت الصفقة قد تمت قبل وفاته بالفعل.
اللوم هنا على الفريقين في الواقع، فالحديث عن الأموال لا قيمة له على الإطلاق في وجه حياة الإنسان.
هذه المرة الضحية ليس نادٍ آخر أو لاعب، بل جماهير الفريق نفسهم فبايرن ميونخ بعد فترة سيئة للغاية في تاريخه بلا بطولات في 2012 أوهم الجماهير بضم صفقة ثقيلة للغاية وأعلن أنه سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
بعد ذلك نشر إعلان الصفقة وإذ به يعيد توجيه الجماهير للإعجاب بصفحة فيسبوك الخاصة به، دون وجود أي صفقات حقيقية على أرض الواقع.
نجم خط الوسط الذي كان على وشك الانضمام لصفوف برشلونة أمضى شهورًا صعبة للغاية في صفوف باريس سان جيرمان بمجرد أن علمت الإدارة أنه لن يجدد تعاقده.
اللاعب لم يكن يحصل على الدقائق مع الفريق، وكان يتم منعه من المشاركة من أجل الضغط عليه من أجل تجديد تعاقده لكنه رحل على أي حال.
في صيف 2022 أرادت إدارة برشلونة بيع اللاعب فرينكي دي يونج لتحقيق هامش ربح كبير في ميزانية النادي وتوفير جزء من ميزانية الرواتب.
قامت إدارة برشلونة بكل شيء ممكن ليرحل اللاعب، وطلبت منه تعديل عقده وترك جزء من راتبه وخرجت أنباء من صحف موالية للنادي تتحدث عن وجود ثغرات قانونية تجعل عقده بالكامل عرضة للفسخ وتجعل اللاعب في مواجهة مشاكل قانونية عديدة.
لويس سواريز هو أحد أهم اللاعبين في تاريخ نادي برشلونة دون أدنى شك، وأن يرفع عليه المدير الفني الجديد في ذلك الوقت رونالد كومان الهاتف ليقول له أنت لست في حساباتي فذلك أمر لا يوجد فيه أي احترام.
الأصعب من ذلك أن كومان وبحسب تقارير عديدة لم يكن ينفذ رغبته، بل رغبة الإدارة نفسها، وهو ما يجعل الأمر أكثر عدم احترام.
النادي السعودي أراد الحصول على خدمات محمد أبو جبل حارس الزمالك الذي رحل عن القلعة البيضاء في وقت غاية في الصعوبة.
وفي النهاية بعد الاتفاق معه ورحيله عن ناديه المصري صرف النادي السعودي النظر عن صفقة الحارس المصري وضم دافيد أوسبينا، وبالطبع يملك النصر نسخة أخرى للأحداث.
نادي أتلتيكو مدريد يلعب له أنطوان جريزمان على سبيل الإعارة من صفوف برشلونة، ولو لعب عدد دقائق محدد كل مباراة سيكون ضمه بشكل نهائي أمر جبري للنادي العاصمي.
فما كان من الإدارة سوى أن تجبر المدير الفني دييجو سيميوني على الدفع به لعدد دقائق أقل، حتى تجبر برشلونة على إعادة التفاوض بشأن قيمة ضمه.