كفى تواضعًا يا جوارديولا .. لا 10 هالاند ولا ميسي يستطيعون صناعة هذا التاريخ وحدهم!

GuardiolaGoal/GettyImage

قبل ساعات قليلة خرج علينا بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي ليؤكد أن كونه مدربًا عظيمًا لم يفز له بالألقاب ولم يصنع له تاريخه الكبير، ولكن وجود نجوم أمثال ليونيل ميسي وإرلينج هالاند في فريقه.

تصريح جوارديولا رغم أنه فيه الكثير من المنطق إلا أنه جعل البعض يتحدث عن كم الأموال التي أنفقها بيب وأنه يعترف بأن أفضليته تأتي من الصفقات التي يقوم بها، متجاهلين أن ليونيل ميسي هو خريج أكاديمية برشلونة وأن إرلينج هالاند لم يأت إلى الدوري الإنجليزي بأكثر من 75 مليون يورو وهو الرقم الذي يعد قليلًا للغاية على إمكانياته.

كفى تواضعًا يا بيب

علينا أن نقولها بعلو الصوت، كفى تواضعًا يا جوارديولا، غيرك لو كان قد حقق الثلاثية مرة واحدة كان سيعيش عليها بقية حياته حتى لو انتقل لتدريب فرق منتصف وأسفل جدول الترتيب.

بيب جوارديولا ببساطة هو المدرب الوحيد الذي حقق الثلاثية التاريخي مرتين، بغض النظر عن أنه حققها مع فريقين مختلفين وكان قريبًا للغاية من تحقيقها مع فريق ثالث لكنه خانه الحظ والتوفيق في مناسبات مختلفة، وفي مناسبات أخرى كان خصمه هو ريال مدريد صاحب الكلمة العليا في دوري أبطال أوروبا.

Guardiola Manchester City InterGetty Images

هل يتعلق الأمر بالأموال؟

لو كان الأمر كذلك يتعلق بالأموال وبكم الإنفاق الذي يقوم به كل مدرب فلماذا لم يحقق جوزيه مورينيو الثلاثية مرتين وهو قد أنفق أكثر من مليار و700 مليون يورو طوال مسيرته، وهو أكثر من بيب إنفاقًا بـ 100 مليون يورو على الأقل.

لماذا لم يحقق كارلو أنشيلوتي الثلاثية وهو رجل يملك من الخبرة والمكر والدهاء ما لا يملكه أي مدرب على الساحة؟ كيف لم يحققها بعد أن أنفق مليارًا و500 مليون يورو، وكيف لم يحققها في وجود جاريث بيل وكريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ولوكا مودريتش وتوني كروس وغيرهم من نجوم الصف الأول؟

القائمة تطول وتضم أمثال مانويل بيليجريني وماسيميليانو أليجري ودييجو سيميوني وآرسين فينجر وأنطونيو كونتي، وحتى إرنستو فالفيردي وكلاوديو رانييري الذين جميعهم قاربوا من المليار يورو نفقات في سوق الانتقالات!

أم يتعلق بليونيل ميسي وإرلينج هالاند؟

لا يوجد عنصر يؤثر على كرة القدم أكثر من اللاعب، هذا من مسلمات هذه الرياضة، سواء رضينا أم لم نرض بذلك.

ليونيل ميسي هو أحد أعظم من لمسوا الكرة على الإطلاق وحقق كل شيء في مسيرته الرياضية، ونال الثلاثية مرتين مرة مع جوارديولا والأخرى مع لويس إنريكي، لكن لو كان حقًا بتلك العظمة التي يتحدث عنها جوارديولا فلماذا لم يحققها مع فرانك ريكارد وتيتو فيلانوفا وكيكي سيتيين ورونالد كومان وغيرهم من المدربين الذين قادوا برشلونة وباريس سان جيرمان وربما على رأسهم إرنيستو فالفيردي الذي يصدف تواجده في قائمة أعلى 10 مدربين إنفاقًا في التاريخ.

لن نتحدث عن هالاند صاحب المسيرة القصيرة، لكن لماذا لم ينجح كريستيانو رونالدو مع أي مدرب في تحقيق الثلاثية لو كان الأمر يعتمد على اللاعبين فقط؟ بالأخص أن البرتغالي لعب تحت قيادة نخبة من هؤلاء المدربين الذين تواجدوا في قائمة الأعلى إنفاقًا في التاريخ أيضًا؟

دي بروينه وتكرار سيناريو 2021

سنبتعد قليلًا عن موضوعنا لنتحدث عن كيفين دي بروينه، لقد كان واضحًا للغاية أن البلجيكي غاضب وهو يغادر الملعب بعد مرور حوالي نصف ساعة من عمر اللقاء، رغم الإصابة التي تعرض لها.

لكن يبدو أن بيب جوارديولا قد أحب إصابة أحد نجومه للمرة الأولى، فما كان دي بروينه يقدمه في المباراة حتى خروجه هو بعيد كل البعد عن أقل مستوياته حتى.

النجم البلجيكي لم يكن في مستواه، ولا يحق له أن يغضب أثناء الخروج من الملعب من أي شخص سوى نفسه فقط!

بيت القصيد

بيب جوارديولا لم يجب على السؤال الذي تم توجيهه له في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة النهائية بموضوعية كاملة، لقد قال جزءًا من الحقيقة وليس كلها.

وأبرز دليل على ذلك أن دور هالاند في تلك الثلاثية الأخيرة ينحصر في الدوري الإنجليزي فقط، وتأثيره في الأوقات الحاسمة من دوري أبطال أوروبا كان شبه معدوم.

والأمثلة في الأعلى خير دليل على أن جوارديولا لم يكن موضوعيًا، وأنه يستحق في الواقع المزيد من الثناء على ما حققه ويحققه وسيحققه في مسيرته الرائعة، حتى لو كان ثاني أعلى مدرب إنفاقًا في التاريخ.