كفارادونا وأوسيمين .. سحر الجنوب ينسف عودة أليجري المزعومة !

Napoli Juventus celebrating
Getty Images
نتيجة تاريخية على ملعب دييجو أرماندو مارادونا

جرت العادة أن يكون يوفنتوس هو متصدر الدوري الإيطالي، وإن لم يكن الأمر كذلك فالعودة حتمية، ولو كنت على القمة عليك أن تتوقع السقوط في أي وقت.

ولكن يبدو أن هذه الأسطورة انتهت تمامًا، حيث بدأ إنتر تدميرها وساعده ميلان الموسم الماضي، وأصبح نابولي على أعتاب محوها بشكل نهائي بلا رجعة بكل ما يفعله هذا الموسم.

يوفنتوس دخل القمة أمام نابولي مساء اليوم، الجمعة، بالجولة 18 من البطولة، وهو تحت تأثير الصحوة المزعومة بقيادة زعيمه ماسيميليانو أليجري الذي رد على كل المشككين، ولكن نابولي كان بالمرصاد وسحق السيدة العجوز بنتيجة 5/1.

8 انتصارات في 8 مواجهات محلية متتالية لم تشفع لأليجري في تفادي الطوفان الذي قام به فريق المدرب لوتشيانو سباليتي على ملعب أسطورته دييجو أرماندو مارادونا.

الحلم يتحول إلى حقيقة

Spalletti

التشكيك دائمًا ما يحيط بأي تجربة مماثلة لنابولي، لأنك عندما تصعد وتصل إلى القمة دون التمتع بمجموعة من أغلى وأفضل اللاعبين وأكثرهم شهرة، سيصفك البعض بأنك مثل الفيل على الشجرة، لا يعرف أحد كيف صعد إلى هذا المكان، ولكن الجميع يعرف أنه سيسقط.

سباليتي وفريقه لم يسقط بل يحلق في سماء إيطاليا وعلى صدارة الدوري رغم الهزيمة من إنتر، حيث يبتعد بـ10 نقاط عن أقرب منافسيه وهو ميلان الذي يتفوق بفارق الأهداف على يوفنتوس.

الأمر لا يتعلق فقط بالنتائج، بل حالة السحر التي نشاهدها من نابولي والأداء الهجومي الممتع الذي سبق أن قدمه الفريق مع ماوريتسيو ساري وأبهر أوروبا بأكملها من خلاله.

تجربة سباليتي مع نابولي تبدو أكثر اكتمالًا مما فعله ساري، لأن الفريق يمتلك شخصية قوية يمكنها التفوق على الكبار وإسقاطهم وربما الحصول على الألقاب مع بعض الإضافات.

هجوم نابولي المرعب سجل 44 هدفًا في 18 مباراة فقط بالدوري، وهو رقم يعكس القدرة الإبداعية الخطيرة التي يمتلكها الفريق بتواجد فيكتور أوسيمين وخفيتشا كفاراتسخيليا وغيرهما من العناصر التي لم تكلف نابولي الكثير ولكنها تصنع له الكثير والكثير.

سباليتي يطلق عليه البعض لقب "المنحوس" بسبب احتلاله الوصافة في أكثر من مناسبة وعدم اكتمال أحلامه كمدرب، والمفارقة أن نابولي يعاني من نفس الأمر، لذلك يبدو أن القدر جمعهما معًا من أجل تجربة رومانسية ومصالحة تاريخية فريدة.

ثروة الجنوب

Kvaratskhelia Napoli

كفاراتسخيليا لا يبهرك فقط بطريقة تسجيله للأهداف أو صناعتها، بل هو يجعلك تنتظر بفارغ الصبر أن تصل الكرة له من أجل الاستمتاع بتعامل مختلف تمامًا وطريقة فريدة في ترويضها تشبه ما كان يفعله أساطير اللعبة وأعظم نجومها.

الجناح الجورجي الذي اقتنصه نابولي بمبلغ ضئيل جدًا، سيكون بمثابة الثروة للنادي الإيطالي الذي سيواجه محاولات مستميتة للتعاقد مع ساحره خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة، وسيكون من الصعب مقاومة العروض الضخمة التي ستصل لضمه.

لو أراد نابولي الحفاظ على مشروعه الحالي نحو الهيمنة على إيطاليا فعليه الحفاظ على صاحب الـ21 سنة، لأنه موهبة سيكون من الصعب تعويضها بلاعب مماثل بسبب ندرة المواهب على مستوى العالم.

وأما فيكتور أوسيمين فيجب على مانشستر يونايتد إدراك حجم التضحية المالية التي يجب عليه القيام بها لضم النجم النيجيري، الأمر قد يصل إلى ما هو أكثر من 100 مليون يورو، لأن الشراسة التي يظهر بها أوسيمين أمام المرمى لا يتمتع بها العديد من المهاجمين على مستوى العالم.

ربما يكون تحقيق الحلم والفوز بالدوري الإيطالي هذا الموسم كافيًا لنابولي من أجل التخلي عن الثنائي، لأنهما ساهما في صناعة هذا الحلم مع سباليتي بغض النظر عن نتيجته النهائية، وتكرار ما يحدث في غيابها يعتبر من رابع المستحيلات!

أليجري .. لقد حان وقت الرحيل

allegri juve

المدرب الإيطالي تعرض للكثير من الصدمات الفترة الأخيرة، وتعافى منها بالفوز في 8 مباريات متتالية على المستوى المحلي بعد الخروج المبكر من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.

ولكن الخماسية التي سجلها كفاراتسخيليا أو "كفارادونا" وأوسيمين وأمير رحماني وإليف إلماس رسمت الخسارة الأسوأ في التاريخ أمام العدو نابولي، وهذه الإهانة قد يصاحبها بعض ردود الأفعال التي لن تعجب أليجري.

الصحوة المزعومة لن تخدع جماهير يوفنتوس ولن تخدم عشاق أليجري، لأن تجديد الدماء أصبح مطلوبًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في ظل الحالة المتواضعة التي يعيشها الفريق منذ فترة وليس هذا الموسم فقط.

الجميع يتحرك إلى الأمام، حتى نابولي الذي يبدع بأقل الإمكانيات ويظل يوفنتوس في التراجع على كل المستويات، فمتى تتحرك إدارة النادي لإيقاف هذا السيناريو؟

إغلاق