جميل وإيجابي أن نشعر بالرضا حول وضعنا الوظيفي والمهني، لكن بشرط ألا يتعارض ذلك مع طموحنا وسعينا للوصول إلى حدود جديدة في حياتنا المهنية .. ذلك المبدأ ينطبق على لاعبي كرة القدم كذلك.
اللاعب خاصة مطلوب منه دومًا البحث عن تحديات جديدة، والأهم السعي لإيجاد الفرص أينما تكون، وفرص لاعب الكرة عادة ما ترتبط بالتواجد على الملعب قبل كل شيء آخر.
صحيح أن التواجد في نادٍ كبير عملاق شيء مهم، واللعب بجانب نجوم كبار وفي مستوى تنافسي عالٍ مهم كذلك، والتدرب تحت قيادة مدربين كبار والتواجد تحت الضوء دومًا هو أيضًا مهم، لكن ما الأهم للاعب الكرة؟ التواجد في الملعب بالتأكيد وإلا سيناله الصدأ على دكة البدلاء ويُنسى ويخسر تلك الأمور المهمة الأخرى واحدة تلو الأخرى.
تلك الكلمات إن كان هناك من يستحقها من لاعبي كرة القدم السعوديين فهو صالح الشهري مهاجم الهلال وصاحب الإمكانيات الكبيرة والجودة الممتازة، والذي يُصنف من العديد بأنه أفضل مهاجم سعودي في السنوات الأخيرة حتى بدأ فراس البريكان مؤخرًا يُزحزحه من تلك المكانة لسبب واحد وهو أنه بحث عن فرصه بالتواجد على الملعب ووجدها في الفتح.
الشهري يتواجد في الهلال منذ موسم 2019-2020 وحتى الآن لم يستطع الوصول للمكان الأساسي وهذا طبيعي جدًا مع حجم إنفاق النادي وقوة صفقاته الأجنبية خاصة في الهجوم، لكن ما ليس طبيعيًا هو رضا اللاعب بهذا المصير المزعج والمؤلم!
وما يزيد من الألم لدى الشهري هو قدرته على التأثير كلما شارك بديلًا مع الهلال، ورغم ذلك لا يحصل على الفرص الأساسية أبدًا! 4 مواسم والحصيلة 112 مباراة بواقع 2597 دقيقة فقط، أي بما يوازي 7 مباريات كاملة في الموسم الواحد فقط لا غير!
لماذا هذا الرضا بذلك الوضع الغريب والمزعج؟ متى تتمرد يا صالح وترفض الدكة وتطلب الرحيل بحثًا عن نادٍ يُوفر لك فرصة اللعب أساسيًا؟ حافظت على مكانك في المنتخب السعودي طوال السنوات الماضية بفضل جودتك وأهدافك لكن الأمر لن يستمر للأبد دون لعب وبالتواجد على الدكة.
خطف فراس البريكان المقعد الأساسي للمنتخب مؤخرًا وبات الجميع يتحدث عنه بصفته مهاجم الأخضر الأول وأفضل مهاجم سعودي حاليًا، ورغم أن موهبته وجودته لا يُشكك فيها أبدًا لكن حضور الشهري وتواجده في انتظام في الملعب سيجعل من الصعب جدًا على أي مهاجم منافسته على المكان الأساسي في المنتخب الوطني.
حان وقت تمرد صالح الشهري على الوضع الحالي والانتقال إلى أحد أندية الوسط .. نادٍ يثق به ويُوفر له فرصة اللعب أساسيًا ليعود مهاجم السعودية الأول، كفاك شعورًا بالرضا يا رجل!