مع بداية سوق الانتقالات الصيفي الجاري لم يكن هناك أي حديث يهم سوى ذلك الخاص بعودة ليونيل ميسي إلى صفوف برشلونة من جديد.
ورغم صعوبة الأمر، إلا أن الجماهير منت أنفسها بأن ترى ليونيل بقميص الفريق الكتالوني من جديد، وأن يشاهدونه ينثر سحره في الملعب مرة أخرى.
ذلك السحر الذي لم يكن ينتهي أبدًا عند مراوغة أو تسديدة، ولكنه كان يتخطى ذلك إلى الكرات الثابتة التي كان يتفنن في تنفيذها من فوق وبين وتحت حائط الصد.
حتى أن بعض المدربين في الدوري الإسباني ابتدعوا طريقة جديدة للتصدي لركلات ليونيل ميسي الثابتة وحده دون غيره من النجوم حول العالم، فوجد ليونيل الحل في التمرير للويس سواريز مستغلًا تغطية المدافعين للتسلل.
اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل
أزمة في برشلونة
مرت أكثر من 100 مباراة في كل البطولات منذ أن سجل برشلونة آخر ركلة ثابتة حرة مباشرة في مرمى الخصوم، ولسنا في حاجة لمعرفة من الذي فعلها، هو ليونيل ميسي بالتأكيد ومن غيره!
آخر مرة سجل فيها برشلونة من ركلة ثابتة كانت بيسار ليونيل ميسي في الثاني من مايو 2021 وفي شباك فالنسيا بالدوري الإسباني، كالعادة لم يجد خصوم ليونيل مفرًا سوى المشاهدة فقط.
بإجمالي 50 ركلة حرة مع برشلونة في 17 عامًا كان لميسي معدل تسجيل بحوالي ثلاث ركلات ثابتة في الموسم، ومر حتى الآن موسمان دون ليونيل دون ركلة واحدة حتى في برشلونة.
أسماء كبيرة حاولت
في وجود تشافي أو غيره في برشلونة حاول النادي الكتالوني أن ينهي تلك اللعنة سريعًا قبل أن تبدأ، ووصل عدد الذين حاولوا تنفيذ الركلات الثابتة إلى ثمانية.
هم بالترتيب كانوا ممفيس ديباي، وجيرارد بيكيه، وجوردي ألبا، وعثمان ديمبيلي، وفيران توريس ورافينيا وروبرت ليفاندوفسكي.
هناك من هؤلاء من سبق لهم بالفعل تسجيل ركلات ثابتة سواء بقميص برشلونة أو بقمصان أخرى، لكن يبدو أن ارتداء زي ليونيل هو أمر ثقيل على أي لاعب مهما كان اسمه وكيفما كانت خبرته.
بالتأكيد هناك بعض الخوف لدى هؤلاء النجوم، فسلفهم كان ليونيل ميسي، ولا يمكن تخيل تسديد أحدهم لأي ركلة دون مقارنة مباشرة مع النجم الأرجنتيني.
ميسي يزيد من حسرة برشلونة
بعيدًا عن برشلونة لم يتوقف ليونيل ميسي عن تسجيل الركلات الثابتة، سواء في صفوف باريس سان جيرمان أو مع المنتخب الأرجنتيني.
ميسي يجعل الأمر يبدو سهلًا للغاية لدرجة أنك لو شجعت برشلونة وشاهدت ركلة ثابتة في وجوده ستتخيل أنها هدفًا بنسبة تتجاوز الـ 50%.
ليونيل كان جيدًا في الركلات الثابتة حتى أكثر من ركلات الجزاء، لدرجة أن النادي الكتالوني لو احتسبت له ركلة ثابتة من على حدود المنطقة ستجد جماهيره تحب ذلك أكثر من ركلة الجزاء، في مرحلة ما من مراحل ليونيل هناك معهم.
الأصعب من تسجيل ميسي في صفوف باريس سان جيرمان ومع المنتخب الأرجنتيني أنه كرر فعلته مع إنتر ميامي ومن أول مباراة له معهم وفي وقت قاتل عندما أحرز هدف الفوز ضد كروز أزول.
بيت القصيد
ربما يكمن الحل في النجوم الشباب الذين هم في الأساس لا يعانون الضغوط نفسها التي يعانيها الكبار في برشلونة.
في النهاية عندما يهدر أحدهم كرة واثنان وعشرة حتى لن يلقى النقد نفسه، وحال نجح في تسجيلها فهذا سيعطيه ثقة غير مسبوقة ليخلف ميسي في تلك المهام.
وأخيرًا مهما وجد برشلونة من نجوم يمكنهم تسديد الركلات الثابتة فلن يجد أبدًا مثيلًا لليونيل ميسي، ربما يجب على نجوم برشلونة أن يعلموا تلك الحقيقة لعلها تخفف من الضغوط عليهم.